احدث المواضيع

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

الجذور التاريخية واللاهوتية السكولائية الإسبانية في نشأة مفهوم التسامح

                                                                       عابيد لحسن

تقديم:

        هناك اختلاف بين مؤرخي ودارسي الفكر الغربي، بخصوص تحديدهم للشروط التاريخية العامة، التي سامت في ظهور التسامح. ويظهر مثل هذا الاختلاف في قول البعض منهم إن ظهور التسامح إنما بفعل الحروب الدينية (القرن السادس عشر) وما ترتب عنها من نتائج، وهي الحروب التي نشأت بين الكاثوليك من جهة وخصومهم في الدين البروتستاني من جهة ثانية، والتي انتهت بتسامح بعضهم تجاه البعض الآخر(1).

        بخلاف هذا الموقف يذهب البعض الآخر إلى التركيز على العامل أو الشرط التاريخي الأول المتمثل في الحروب -الذي ذكرناه- ثم يزيد عليه عاملا آخر. يتمثل هذه المرة في الاكتشافات الجغرافية. فتصبح بذلك أمام عاملين اثنين:

1- الحروب الدينية

2- والاكتشافات الجغرافية(2).

        هكذا نتبين أنه إذا كان هناك -على الأكثر- شرطان تاريخيان قد ساهما في ظهور التسامح، فإننا نلاحظ أنه لم يتم الاهتمام بعد بدراسة العامل الثاني المتمثل في الاكتشافات الجغرافية التي كانت سببا في بلورة مفهوم التسامح وتحديد محتواه الفلسفي الذي سيتم تنبيه من طرف منظري هذا المفهوم.

        وهكذا سننطلق في هذا البحث من أطروحة واضحة مفادها أن ظهور التسامح لم يكن بفعل الحروف الدينية وحدها بل كان أيضا بفعل المساهمة القوية للاكتشافات الجغرافية لما أفرزت من نقاشات لاهوتية لها علاقة وثيقة بالأخلاق والحق. بإمكاننا القول إذا إن التسامح وليد النضال ضد الاستعمال اللامشروع للعنف وسلب الحق في الاختلاف. ويمكن التمثيل على ذلك بالنقاشات اللاهوتية بين فقهاء اللاهوت الإسبان الذي تتراوح مواقفهم بين رافض للتسامح -ونعني بذلك عدم قبول الغير المخالف- عقائديا وفكريا، ويمثل هذا الموقف الرافض كل من (ف-فيتوريا) و(خ دي سيبولفيدا). أما الموقف المؤيد للتسامح فإن خير من مثله هو (لاس كساس).

        وقبل أن نعرض لمواقف هؤلاء الفقهاء اللاهوتيين، لابد لنا من التذكير بالظرفية التاريخية المتمثلة في الاكتشافات الجغرافية بعد اكتشاف (كريستوف كولمب) الشواطئ الأمريكية (1492م).

سنحاول إذن إبراز الدور الهام الذي لعبته الاكتشافات الجغرافية في انبثاق مفهوم التسامح، وفي التأسيس له انطلاقا من ممارسات واقعية. لقد ساعد التصادم الحضاري العنيف بين الإنسان الأوروبي المستعمر والهندي الأحمر الساكن للقارة الأمريكية على طرح مسألة تحديد نوعية العلاقة بينهما.

        فكان أن طرح السؤال:

هل ينبغي معاملة هؤلاء على قدم من المساواة أم لا؟(3)

        جوابا على هذا السؤال طرح النقاش بين فقهاء الحق الطبيعي، الذين تباينت مواقفهم -كما أسلفنا القول- بين مقر لاستعمال العنف المضيع لحقوق الهنود الحمر، ونابذ له ومقر لحقوقهم الطبيعية.

        تذكر الشهادات المكتوبة لهؤلاء الكتاب أن الهم الرئيسي للغزاة Les conquestadors، كان هو العمل على جمع وتجميع الثروات بأقصى سرعة ممكنة، وذلك بتصدير الذهب والأحجار النفيسة من أمريكا (العالم الجديد) إلى أوربا بدون مراعاة تذكر لحقوق الهنود الذين كانوا عرضة للقمع والتنكيل، والتي بررها بعض الكتاب المعارضين للتسامح بتبريرات متعددة. فقد اعتقد هؤلاء أن إتيانهم على ذكر بعض هذه الحجج كفيل بتبرير أعمال الإسبان الوحشية المنافية للتسامح(4).

        وسنحاول الآن، بعد أن ذكرنا بالشروط العامة التي ساعدت على طرح مسألة نوعية العلاقة مع الآخر (تسامح أم تعصب؟) الوقوف عند كل موقف على حدة.

أولا: الموقف الداعي إلى عدم التسامح.

1- فرنسيسكو ذي فيتوريا (1549-1492)

لما كان هدف الأوروبيين -الإسبان والبرتغاليين- هو جني ثمار غزوهم واستعمارهم، ولو باستعمالهم للقوة، فإنهم، ونتيجة لممارساتهم هذه، عملوا على تجريد الهنود السكان الأصليين من حقوقهم كحقهم في الحياة والملكية والسيادة(5). فاعتبروهم مجرد كائنات لا ترقى إلى مستوى البشر. وهذا بالضبط، هو موقف (ف فيتوريا) الذي اعتبرهم "عبيدا بالطبيعة" esclave par nature. لقد طرح هذا الأخير في كتابه De Indu الأسئلة التالية: هل الهنود حقا أسياد؟ وهل من حقهم امتلاك الأرض والسيادة؟ وهل كانوا فيما مضى أسيادا حقيقيين Domini veri؟.

        جوابا على مثل هذه الأسئلة اعتبر (ف.فيتوريا) أن هؤلاء الهنود لا يملكون الأهلية والاستطاعة لكي يكونوا أسيادا على أنفسهم، لكنه ما فتئ أن اعتبر أنه توجد ضمن هؤلاء مجموعات بشرية غارقة في حياة من البربرية والتوحش. وإن مثل هذه الوضعية، تستوجب بالتالي أن نحكم عليهم مجموعة "عبيد الطبيعة" Esclave par nature.  وهذا الافتراض بالضبط هو الذي سيرفضه (لاس كساس) كما سنحاول بيانه(6).

        ولما كان قصدنا هو بيان ما مدى تسامح أو عدم تسامح هؤلاء الكتاب الإسبان، فإنه من الصعوبة بمكان الجزم بالقول بأن موقف (ف.فيتوريا) يمثل عدم التسامح كله أو التسامح. ومع ذلك فلنوضح موقفه أولا.

        لقد اعتبر (ف.فيتوريا) "أنه من حق الإنسان الغزي -وهو حق طبيعي- السفر والإبحار والاتجار وكذا العمل على نشر الدين المسيحي (التنصير) بين أوساط السكان الأصليين، إلا أنه وفي حالة اعتراض السكان الأصليين على مثل هذه الحقوق، فإن من حق الإسبان اللجوء إلى العنف واستعمال القوة لإجبارهم على احترامها، نعتقد أن دعوة (ف.فيتوريا) إلى استعمال العنف والقوة لخير دليل على عدم احترام الحقوق الطبيعية كالحق في الحياة والملكية وحرية الاعتقاد.

        انطلاقا من تحديدنا لموقف (ف.فيتوريا) اتجاه السكان الأصليين، بإمكاننا أن نحكم عليه بأنه كان يمثل موقف عدم التسامح تجاه الهنود(7)، وذلك على الرغم من وجود نوع من التردد عنده في دعوته إلى اللجوء إلى استعمال القوة والعنف. فهو يرى أنه لا ينبغي اللجوء إلى القوة والعنف -منذ أول وهلة- بل لابد من تفكير وتدبر الأمر لتفاديه إذا كان بالإمكان ذلك، مبررا موقفه هذا بالأثر السلبي الذي تتركه هذه الحروب، عند محاولة تنصير الهنود الحمر.

        يقول: ... قد يحصل أن يكون من بين آثار هذه الحروب إعاقة تنصير البرابرة أكثر مما يمكن أن تساعد عليه وتجعله سهلا"(8).

2- جوان جين دي سيبولفيدا: "Juan Gines De Sepulveda". كان (خ دي سيبولفيدا) عالم لاهوت وفيلسوفا ومؤرخا ساهم مساهمة كبيرة في النقاشات اللاهوتية الحقوقية حول نوعية العلاقة التي يجب ترسيمها بين الإسبان الغزاة والهنود أصحاب الأرض والحق. فهو على خلاف (ف.فيتوريا) الذي لم يتردد في تبرير واستعمال العنف واللجوء إليه ضد السكان الأصليين في حالة رفضهم ومقاومتهم لما سماه "بالحقوق الطبيعية" للإسبان، فإن (خ-سيبولفيدا) سيعمل على الاحتجاج بحجج جديدة. فهو يرى مثلا أي سيطرة الإسبان لا يمكن تبريرها إلا في حالة حق الخضوع Droit de tutelle. وهكذا لجأ (خ-سيبولفيدا) إلى اعتماد نوعية أخرى من الحجج لتبرير اللجوء إلى العنف ضد السكان الأصليين الذين من صنف الشعوب -أكلة لحم البشر- لكونهم يقدمون قرابين بشرية لآلهتهم، فإنه بإمكاننا اللجوء إلى العنف بهدف: "إنقاذ هؤلاء القرابين الأبرياء، وتفادي مثل هذه الجرائم..."(9). نتبين انطلاقا من هذا الكلام أن هذا الأخير يبرر اللجوء إلى استعمالا القوة والعنف ضد السكان الأصليين بدعوى إنقاذ حياة القرابين البشرية البريئة، ومن ثمة فهو يميل إلى موقف غير متسامح مع الهنود.

        نقول إذن إن الموقفين معا يمثلان الموقف الرافض للتسامح تجاه الهنود الحمر. وبإمكاننا الآن التطرق لموقف (لاس كساس) الذي يمثل على خلاف المواقف السالفة الذكر موقف التسامح.

1- لاس كساس (1566-1474) Bartholomé de las casas، بخلاف الموقفين السابقين الذين اعتبرناهما غير متسامحين مع الهنود، لكونهما لم يقرأ بحرية هؤلاء في الاعتقاد، سنعرض الآن موقف (لاس كساس)، وهو خير من يمثل موقف التسامح ضمن هؤلاء الفقهاء. فمن هو ()؟.

        تقدم لنا كتب تاريخ الفكر الأوروبي نبذة وافية عن حياة (لاس كساس)، فهو رجل دين دوميناكي، (كريستوف كولمب) في رحلته سنة (1489) وعاش حياة الغزاة وأصبح رجل دين، رهبانا سنة (1510)، ثم قسيسا لمنطقة Chaapa.

        ولقد جند -هذا الأخير- نفسه للدفاع عن الهنود الحمر، فتردد أكثر من مرة واحدة على إسبانيا قصد القيام بوساطات لدى ملوكها لفائدتهم(10).

        وتبين لنا إحدى الدراسات: (Le nom violence : essai de morale fondamentale) أن (لاس كساس) انتدب نفسه للدفاع عن قضية الهنود ضد استعباد (عدم تسامح) الإسبان لهم، فهو لم يكن فيلسوفا لكنه كان صاحب فلسفة فلقد راعه واقع التنكيل والتعذيب الذي كان يصل إلى حد وضع حد لحياة الهنود.

        وأمام صمت رجال الدين وتكالبهم تدب (لاس كساس) نفسه لفضح سياسة الاستعباد والتقتيل التي نهجها الغزاة الإسبان.

        يقول (لاس كساس) في إحدى شهاداته: "فبمجرد ما يتعرف الإسبان على الهنود حتى يلقوا بأنفسهم عليهم كذئاب مفترسة ونمور وأسود متوحشة جائعة لم تذق طعم الطعام منذ دهر بعيد. ولقد مارسوا هذه السياسة (يقصد هنا الغزاة الإسبان) منذ أربعين سنة إلى اليوم (1552)، ولم يفتؤوا على تقطيعهم إربا إربا وقطع شأفتهم والعمل على إلحاق الأذى والرعب بهم. ولقد سخر الإسبان مختلف الوسائل لتحقيق أغراضهم، وهي وسائل جديدة لم نعهدها من ذي قبل، ولم يسبق لنا أن شهدناها، ويندى الجبين عند التحدث عنها"(12). فما هي فلسفة (لاس كساس)؟ ثم ما هي النتائج المترتبة عنها؟ إذا كان (ف.فيتوريا) حقا هو أول من طرح مسألة الحق الطبيعي في سنة (1583) في كتابه Relections Theologicoe لكي يذكرنا بحقوق الإسبان الطبيعية في السفر والاتجار والتنصير، فإنه لم يقف عند الحقوق الطبيعية التي يتوفر عليها الهنود الحمر مثل حقهم في الحياة والملكية وحريتهم في الاعتقاد.

        بناء على هذه الملاحظة سنحاول هاهنا تحديد ما مدى تسامح (لاس كساس) تجاه الهنود، كما سنحاول بيان الأسس الفلسفية التي انبنى عليها مفهومه للتسامح. لكن، قبل الشروع في ذلك، لابد من توضيح مناقشته وردوده على دعوى كل من (ف.فيتوريا) و(خ-سيبولفيدا).

        - دعوى (لاس كساس) في التسامح).

        نظم (لاس كساس) ردوده حول دعاوى كل من (ف.فيتوريا) و(خ-سيبولفيدا) في مسألتين أساسيتين لا ينبني عليها موقف كل منهما في نفيهما للحق الطبيعي للهنود، وبالتالي عدم تسامحهم. فإذا كان (ف.فيتوريا) قد برر عدم تسامحه مع الهنود باستعمال العنف ضدهم، إلى حد سلب حقهم في الحياة والحرية، وذلك بحجة أنهم ليسوا أهلا لسيادة أنفسهم لعدم توفرهم على الأهلية والاستعداد الطبيعي لكي يكونوا حقا بشرا، فإن (لاس كساس) سيرفض مثل هذه الدعوة جملة وتفصيلا.

        وهكذا نقضها بقوله بأن "الاستعداد الطبيعي لا يرجع في حقيقة الأمر إلى طبيعة الهنود وإنما مرده المجتمع الاستعماري الذي صادر أراضيه ونكل بهم"(13).

        أما بخصوص نقضه لدعوى (خ-سيبولفيدا)، فإنه رأى أنه إذا كان الغزاة الإسبان قد حاولوا تبرير عدم تسامحهم اتجاه السكان الأصليين وغزوهم إلى أمريكا بما يسمى "بالحرب العادلة La guerre Juste فإن (لاس كساس) يرى أنه إذا صحت هذه الدعوى، فإنه من حق الهنود شن الحرب ضد الغزاة المحتلين، وذلك حسب القانون الطبيعي(14) الذي يجيز لهم الحق في دفع التهديدات التي يمكن أن تطال حياتهم.

        نتبين بعد استعراض موقف (لاس كساس) أنه يعتبر في تقديرنا متسامحا اتجاه السكان الأصليين، أو قل صاحب دعوى في التسامح. ولقد بنى مثل هذه الدعوة على أساس فلسفة في الحق الطبيعي.

        فما هي إذن الأسس الفلسفية لمفهومه في التسامح؟

2- الأسس الفلسفية لمفهوم التسامح عند (لاس كساس)

كيف يكون بإمكاننا بيان هذه الأسس الفلسفية للتسامح؟

        لقد اعتمد بعض الكتاب -أعني فقهاء الحق الطبيعي- فكرة اعتقاد الدين المسيحي لنفي حقوق طبيعية لدى غير المعتنقين له. بيد أن (لاس كساس) سيرفض مثل هذه الحجة بقوله أنه لا يمكن اعتمادها كأساس لتبرير عدم تسامحنا اتجاه المخالف لنا عقائديا. وهكذا اعتبر (لاس كساس) ضرورة احترام حقوق السكان الأصليين المتمثلة في حريتهم وكرامتهم. كما دعى إلى ضرورة رد الاعتبار لم من خلال إنصافهم والاعتراف لهم بهذه الحقوق(15).

        نستنتج إذن أن (لاس كساس) بنى مفهومه للتسامح انطلاقا من اعتماد مفهوم الحق الطبيعي: (أعني حق الحياة والملكية وحرية المعتقد...إلخ). أضف إلى هذا أن إقراره بوجود مثل هذه الحقوق الطبيعية بين جميع بني البشر -بغض النظر عن معتقداتهم الدينية- أمر في غاية الأهمية، لكونه يشكل قاعدة مهمة لإقرار التسامح الكوني (La Tolérance Universelle) وذلك بعيدا عن دائرة التسامح الجزئي(16) الذي يؤسس داخل دائرة المعتقد الواحد واعتمادا عليه، والذي غالبا ما انبنى على أساس الانتماء العقائدي للدين الواحد. ونعتقد أن مثل هذا الأمر غير ممكن بدون الإقرار بوجود طبيعة إنسانية مشتركة، بغض النظر عن كل الاختلافات العقائدية والإثنية والفكرية-الثقافية والتي غالبا ما تم تصورها سابقة عن كل تجربة مجتمعية(17).

        وإذا كان (لاس كساس) لم يقف على الحرية الخالصة في جوهرها، حرية الطبيعة البشرية، بل وقف عليها أثناء عملية ممارستها وتناولها، فإن الإقرار بوجود طبيعة بشرية مشتركة وبين جميع بني البشر يعتبر شرطا لوجود الحرية(18) وهو ما يكون الأس الفلسفي لمفهوم التسامح عند (لاس كساس) وهو كما نلاحظ، أي كوني يتعالى على كل الاختلافات وينبذها.

        لقد اهتممنا إلى حد الآن بمساهمة اللاهوت الإسبان في انبثاق مفهوم التسامح انطلاقا من المشكلات الحقوقية التي طرحتها واقعة اكتشاف العالم الجديد.

فما هي أهم النتائج التي يكون بإمكاننا الخلوص إليها؟

        نعتقد جازمين أن من بين النتائج التي يمكن استخلاصها ما يلي:

1- إن تأسيس (لاس كساس) لمفهومه للتسامح إنما تم على أساس إقرار الحقوق الطبيعية (كالحق في الحياة والملكية والمعتقد...إلخ) باعتبارها قاسما مشتركا بين جميع البشر، وذلك بغض النظر عن اختلافاتهم الثقافية والإثنية والعقائدية.. إلخ، ما دام التسامح هو في نهاية المطاف حق من الحقوق الطبيعية.

2- إن إقرار التسامح على أساس من الحقوق الطبيعية لهو إقرار جديد لمفهوم وفكرة جديدة لحرية الإنسان. وسنلاحظ أن مثل هذا المفهوم سيترسخ عند مفكرين لاحقين (عصر الأنوار).

3- ونتيجة لإقرار التسامح على أساس من الحقوق الطبيعية التي اعتبر الإقرار بها مفهوما جديدا لمفهوم الحرية الإنسانية، اعتبر (لاس كساس) أن التسامح هو تسامح كوني خاص، متجاوزا بذلك كل تسامح جزئي (يقتصر على هذه الثقافة أو تلك ولا تعترف به إلا للمنتمين لها).

***************************************

الهوامش:

1- Lalande (ANRE) : Vocabulaire Technique et Critique de la philosophie, 1989, p.1133.

2- François (Jean), Théologie des Droits de l’homme, Cerf, Paris, 89, p.56.

3- قد لفت انتباهنا التركيز القوي على الحروب الدينية وما تلاها من إصلاحات في بروز التسامح الذي سيصبح -فيما بعد- راسخا في الأذهان والسلوكات والقوانين، في حين تم إغفال دور الاكتشافات الجغرافية التي لعبت في نظري دورا هاما في إحداث تغيير في ذهنية الأوروبي في علاقته بالآخر.

4- Graven (Jean), Jura Honimis, AC, CIVIS, 1970, p.44.

5- Graven (Jean), Jura Honimis, AC, CIVIS, 1970, p.42.

6- IBID, p.42.

7- Mayer (Jean), L’europe et la conquête du monde XVI-XVIII Siècle, Armond Colin, Paris, 1979-1900, p.300.

8- Mayer (Jean), L’europe et la conquête du monde XVI-XVIII Siècle, Armond Colin, Paris, 1979/1900, p.301.

9- IBID, p.301.

10- Graven (Jean), Jura Honimis, AC, CIVIS, 1970, p.45.

11- Vaillant (François) : La non violence : Essai de Morale Fondamentale, édition Cerf, Paris, 1990, p.188.

12- Las Casas (Bartholomé) Brevisima, relacion, p.135, cité par : E. Dussel In Revue Concilium, N°150, p.72.

13- Vaillant (François) : La non violence : Essai de Morale Fondamentale, édition Cerf, Paris, 1990, p.188.

14- IBID, p.189.

15- Vaillant (François) : La non violence : Essai de Morale Fondamentale, édition Cerf, Paris, 1990.

16- إن تمييزنا بين التسامح الكوني والجزئي هو مجرد تمييز منهجي بين صلاحية الأول وتفوقه على النوع الثاني.

17- المقصود بالطبيعة الإنسانية la nature humaine: مجموع الخصائص والصفات التي تكون الماهية أو الطبيعة الإنسانية، وعموما، التي تكون كونية.

        أنظر المزيد من التفاصيل في مقالة: (الطبيعة الإنسانية) ضمن Dictionnaire des Notions philosophiques, p.1736.

18- هو ما ذهب إليه فيليب فانسون في مقالته (حوار لا كساس-فيتوريا) Le Dialogue Las Casas-Vitoria,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق