محمد وقيدي
تنطلق الابستمولوجيا التكوينية في دراستها للمنطق من المبدإ العام الذي تأخذه لدراسة المعرفة بصفة عامة، أي عدم الاكتفاء بالبنيات المتطورة التي تظهر عند الراشد والبحث، بالتراجع إلى الوراء، عن جذور تلك البنيات. ونعلم أن بياجي يفترض أن جذور البنيات المعرفية توجد في المراحل الأولى لنمو الطفل، بما في ذلك المرحلة السابقة على نشأة اللغة. يربط بياجي نشأة الذكاء باللغة، ويتحدث عن ذكاء سابق على اللغة، هو الذي يسميه بالحس الحركي. ونعلم كذلك أن بياجي عاد ببحثه في جذور المعرفة إلى ما سماه في المرحلة الأولى من النمو العقلي للطفل بالتنسيق بين الأفعال، بل إنه عاد أكثر من ذلك إلى الجذور البيولوجية للمعرفة.
هذه هي الغاية العامة للإبستمولوجيا التكوينية التي تنطبق في حالة الدراسة الإبستمولوجية للمنطق. فبياجي يفترض أن للبنيات المنطقية بدورها جذورا ترجع إلى المراحل الأولى من تكيف الإنسان بوصفه كائنا حيا مع محيطه الخارجي.
حينما يتحدث بياجي عن التنسيقات بين الأفعال، وهي مرحلة أولية من النمو العقلي، فإنه يؤكد أنها تمثل جذورا للبنيات المنطقية. يقول بياجي بهذا الصدد: "تجد كل أشكال التنسيق بين الأفعال ما يوازيها في البنيات المنطقية، وهذا التنسيق في مستوى الفعل يبدو لي بمثابة القاعدة التي تتأسس عليها البنيات المنطقية بالشكل الذي يتم عليه لاحقا تطورها في التفكير. وهذه، في الواقع، أطروحتي: لا توجد جذور التفكير المنطقي في اللغة فحسب، مهما تكن من أهمية للتنسيقات اللغوية، بل إن تلك الجذور توجد بصفة أعم في التنسيق بين الأفعال التي هي أساس التجريد المتأمل. ليس ما قلناه إلا بداية لتحليل تراجعي يمكن أن يذهب أبعد من ذلك. فليس هناك بالنسبة للإبستمولوجيا التكوينية، ولا بالنسبة لعلم النفس التكويني، بداية مطلقة، إذ لا نستطيع أبدا أن نعود إلى نقطة نقول عندها: ها هنا تبدأ البنيات المنطقية. فبمجرد ما نلامس التنسيق العام بين الأفعال، نجد أنفسنا ملتزمين بالذهاب أبعد من ذلك نحو ملامسة مشكلات البيولوجيا"(1).
إذا ذكرنا إلى جانب هذا المبدأ الذي تندرج به إبستمولوجيا المنطق ضمن الغاية العامة للتحليل الإبستمولوجي التكويني للبنيات المعرفية عامة، ما ذكره بياجي من كون مراحل النمو العقلي ذات طابع اندماجي ومن كون السابق منها يمهد للاحق، فإن هذا يعني بالنسبة إلينا أن التمهيد للبنيات المنطقية يبدأ في المرحلة السابقة مباشرة على ظهورها في التفكير الصوري عند بلوغ الإنسان سن المراهقة. لكن هذا التحديد لا يعمي أبدا أن كل ما يتعلق بالتمهيد للتفكير المنطقي يوجد في هذه المرحلة السابقة مباشرة على التفكير الصوري. فلا غنى عن التراجع نو المراحل السابقة على ذلك.
حين نحدد مهمة الإبستمولوجيا في دراستها للبنيات المنطقية بأنها تبحث عن جذور هذه البنيات، وحين نذهب في ذلك إلى القول بأن لهذه البنيات علاقة بالذات وبالفكر الطبيعي للإنسان، أي الفكر الذي لم يخضع بعد لإضفاء الطابع الصوري عليه ولم تتم بعد عملية إضفاء الطابع الأكسيومي عليه كذلك، فإننا بهذا كله نفترض أن للبنيات المنطقية علاقة بالذات. ولذلك يرى بياجي أنه لابد لفهم نشأة البنيات المنطقية وتطورها من استعانة الإبستمولوجيا بعلمين يدرسان التطور في مستويين مختلفين هما علم النفس التكويني، من جهة، وتاريخ العلوم من جهة أخرى. فالبنيات المنطقية هي نوع من إضفاء الطابع الأكسيومي والصوري على بنيات أخرى كامنة لدى الذات قبلها، ولذلك فإنه لابد من العودة إلى هذه البنيات الأولية لفهم البنيات المنطقية المجردة والصورية. والعودة عبر علم النفس بصفة خاصة لدراسة تلك البنيات المنطقية تبرز أنها نتيجة تكون، وأنه لا ينبغي النظر إليها كما هي في مرحلتها المتطورة فحسب. وهكذا، فإن التحليل الإبستمولوجي وهو يتبع هذا الطريق التراجعي يسير في الاتجاه المعاكس لسير المناطقة في بنائهم لبنياتهم الصورية والتي أضفي عليها الطابع الأكسيومي. فبينما يتقدم المناطقة في إضفاء طابع أكثر صورية على البنيات المنطقية، وبينما نراهم يبعدون كل ما هو نفسي أو ذاتي عن هذه البنيات، نجد الباحث الإبستمولوجي التكويني يسعى إلى أن يبرز أنه لا وجود لمنطق دون ذات.
النظرة التكوينية التي تروم البحث عن شروط التكون هي الموجه الأساسي للباحث الإبستمولوجي التكويني في تحليله لشروط تكون البنيات المنطقية. وهذه النظرة هي التي تجعل ذلك الباحث في مواجهة كل التأويلات الأخرى للمنطق ولبلورة البنيات الصورية لهذا العلم. ما نستطيع أن نقوله الآن هو أن الإبستمولوجيا التكوينية تنطلق في دراستها للبنيات المنطقية من منظور مختلف عن كثير من الاتجاهات. فإذا كان هدف الإبستمولوجيا التكوينية هو دراسة تكون البنيات المنطقية والانتقال الذي يتم لتكوين هذه البنيات من فكر الطفل إلى فكر المراهق، وإذا كانت البنيات المنطقية في صورتها التامة لا تظهر إلا عند المراهق في مرحلة العمليات الصورية، فإن البنيات المنطقية في شكلها الأعلى لا تأخذ أهمية في حد ذاتها فحسب، بل تأخذ أهميتها أيضا من كونها تلقي الضوء بصفة تراجعية على البنيات الأولية التي تنشأ وتتطور في المراحل السابقة من النمو العقلي. ففي فترة العمليات العينية بمرحلتيها اللتين سبق لنا الحديث عنهما، توجد تمهيدات للعمليات الإجرائية الصورية التي تظهر في سن المراهقة. ودراسة هذه العمليات الصورية هي التي تجعلنا ندرك الطابع التمهيدي لما هو سابق عليها(2).
نرى من الملائم لفهم وجهة النظر التكوينية في بناء البنيات المنطقية أن نتعرف على التأويلات المختلفة التي كانت سائدة في المنطق عندما كان بياجي يكون وجهة نظره الخاصة.
أ- التأويل الأول هو الذي يسميه بياجي بالمتعالي. وهذا في نظره تأويل ذو نزعة أفلاطونية، أي ذو نزعة إلى فهم البنيات المنطقية على شاكلة إدراك أفلاطون للمثل Les Idées. والفيلسوف الذي عبر عن هذا المنظور في الزمن المعاصر لبياجي هو برتراند راسل Russel، وبخاصة في بداية حياته العلمية. فالأفكار في نظره تدوم كما تدوم معطيات الإدراك، مع أن الأفكار تُكتشف بفضل ملكة خاصة هي التصور بمثل ما يتم بلوغ المعطيات الطبيعية بفضل الإدراك. وهذا يعني أن المنطق هو إضفاء الطابع الأكسيومي على تلك الأفكار الباقية. ولكن حيث إن من الأفكار ما هو صائب وما هو خاطئ، فإن على عملية إضفاء الطابع الأكسيومي أن تقدم قواعد الصدق والخطإ، أي أن تقدم أساسها الخاص ذاته.
من الواضح حسب ما عرضناه عن الإبستمولوجيا التكوينية من حيث هي ذات نزعة بنائية ترى أن المعرفة بناء مستمر، بما في ذلك بناء بنياتها، فإن هذه الإبستمولوجيا لن تسير في تفسيرها لنشأة وتطور البنيات المنطقية في نفس طريق هذا التأويل المتعالي.
ب- إذا كان التأويل الأول يوسم بكونه متعاليا لكونه يقول بوجود مستقبل سابق للبنيات المنطقية، فإن الاتجاه الثاني يكون متعاليا بمعنى آخر لأنه يجعل البنيات المنطقية راجعة إلى الذات مع كونها قبلية بالنسبة لكل معرفة ممكنة.
إذا كانت نزعة التأويل الأول أفلاطونية وعبرت عن نفسها في صيغ معاصرة، فإن نزعة هذا التأويل الثاني كنطية، ولها بدورها صيغ معاصرة تتبناها. وإذا كان كثير من الإبستمولوجيين المعاصرين، ومنهم باشلار وبلانشي وغيرهما، يرون أن في هذه النزعة الثانية تقدما بالنسبة للأولى لأنها لا تفترض أن نشأة البنيات المنطقية تكون من خارج الذات باعتبار وجودها الموضوعي المستقل، وإذا كان بياجي قد يتفق مع هذا الحكم، فإن نزعته البنائية لا تقبل هذا التصور القبلي لأنها لا تضفي صفة الإطلاق على سبق البنيات للمعرفة التي تنتظم وترى أن هذه البنيات تكون موضع تكون يمر عبر مراحل.
ج- التأويل الثالث هو التأويل الفينومنولوجي. ويبحث دعاة هذا الاتجاه عن مصادر المنطق في حدس "خالص" يتضمن في الوقت ذاته فعالية لذات متعالية ولجواهر محايثة لهذه الفعالية.
النزعة البنائية لبياجي متعارضة مع هذا التصور الفينومنولوجي ذاته الذي سعى إلى إثبات تأسيس العلم من طرف ذات متعالية. ذلك لأنه يرى أن المعرفة وهي بناء مستمر في نظره، تتكون من تفاعل بين ما يعود إلى الموضوعات وما يرجع إلى الذات التي لا يضعها بياجي في موقع متعال على التفاعل مع معطيات التجربة.
د- ما يجمع بين التأويلات السابقة، رغم اختلافاتها النسبية الظاهرة، هو بحثها عن مصدر متعال للبنيات المنطقية. فإما القول بوجود مستقل متعالي لهذه البنيات، مثلما هو حال المثل الأفلاطونية، بالقول إن تعالي البنيات على التجربة يكمن في سبقها الزمني لها بالنسبة للذات، أو بالقول إن ذاتا متعالية هي التي تؤسس المعرفة الموضوعية. أما إذا خرجنا عن هذه التأويلات المتعالية، فإننا نجد تأويلات أخرى تُعطي قيمة أكبر لعنصر التجربة. وهكذا، فإن الاتجاهات التي يمكن إرجاعها بنسبة مختلفة إلى النزعة التجريبية تنظر إلى نشأة البنيات المنطقية بوصفها ناتجة عن قراءة للتجربة والعنصر المشترك بينها هو أن الاتجاه عندها يسير من التجربة إلى المعيار. وبالنسبة للبنيات المنطقية بصفة خاصة، فإنها تنظر إليها بوصفها إضفاء للصفة الأكسيومية على معطيات نفسية. فضمن هذا التأويل توجد النزعات التي تفسر المنطق على أساس تجريبي، ومن ذلك تفسيره بواسطة المعطيات النفسية.
بالنسبة للاتجاه التكويني عند بياجي فإنه يرفض أن ينساق في الطريق الذي تسير فيه كل نزعة تجريبية تُضفي الإطلاق على عنصر التجربة وتغفل فعالية الذات، كما أنه لا يقبل كل نزعة نفسية تغالي في تفسير نشأة البنيات المنطقية فتكتفي بتفسيرها حسب معطيات نفسية.
هـ- التأويل الخامس قريب بدوره من النزعة التجريبية، وينظر أصحابه إلى المنطق، كما هو شأن الوضعيين المناطقة، بوصفها إضفاء للطابع الأكسيومي على بنيات لغوية. ولذلك، فإن هؤلاء لا يتحدثون عن المنطق إلا بعد نشأة اللغة.
لا يذهب بياجي مذهب هؤلاء لأنه لا يرجع مثلهم إلى النزعة التجريبية ليقول إن المعرفة صورة مطابقة ساكنة للواقع، كما أنه يبحث عن جذور المنطق من جهة أخرى في مراحل النمو السابقة على نشأة اللغة، وذلك في التنسيق العام للأفعال في الفترة الحسية الحركية.
و- التأويل الأخير، وهو أيضا معارض للتأويل المتعالي، يقول بأن المنطق هو إضفاء للطابع الأكسيومي على الفعاليات والبنيات الإجرائية للذات، علما بأن الذات المتحدث عنها ليست فردية، بل المقصود هو الذات العارفة بعناصرها المشتركة بين الذوات التي توجد في نفس المستوى من التطور. وما يهم في هذا التأويل أنه لا يتحدث عن صورنة التجربة ذاتها بكيفية مباشرة، بل يقول إن ما أضفى عليها الصفة الصورية والأكسيومية هو البنيات الإجرائية لذات عارفة(3).
يرى بياجي أن هذه التأويلات الستة المختلفة للمنطق وبنياته الصورية قابلة للإرجاع إلى صنفين كبيرين: هناك التأويلات المتعالية، أي التي تُرجع المنطق إلى مصدر متعال، وهناك التأويلات ذات النزعة التجريبية التي تُرجع نشأة البنيات المنطقية إلى التجربة بما في ذلك تلك التي تعتمد منها في التفسير على المعطيات النفسية.
بالنسبة للتأويلات المتعالية للمنطق يرى بياجي أن الوظيفة المعرفية لهذا العلم هي بلوغ شروط الصلاحية الصورية بالدقة التي لا يمكن بلوغها عن طريق التفكير الحدسي أو غير المصورن. لكن إذا كانت مصادر هذا المنطق متعالية، فإن المنطق بوظيفته تلك سيكون بدون فائدة، لأن المفروض أن تكون البنيات موجودة وجودا مستقلا وسابقا على أية تجربة.
من جهة أخرى، فإن التأويلات ذات النزعة التجريبية تبدو بدورها غير كافية لتفسير نشأة وتطور البنيات المنطقية بطابعها الصوري والأكسيومي. ذلك أنه لا يمكن التفكير في التجربة دون معايير، من جهة، كما أنه لا يمكن إذا كانت عملية إضفاء الطابع الأكسيومي تقتضي تجربة أن تكون التجربة هي مجرد مشاهدة للوقائع التجريبية من جهة أخرى.
لا يمكن اعتبار المنطق مجرد امتداد للتفكير الطبيعي، فإن هذا التفكير أفقر وأقل تماسكا من التفكير المنطقي، بحيث لا يمكن في النهاية إرجاعه إليه. وحتى إذا ما أضفينا على التفكير الطبيعي طابعا صوريا، فإنه لا يصبح بذلك معادلا للتفكير المنطقي. وإذا كان التفكير الطبيعي يتضمن مظهرا معياريا في وعي الذات، فإن ذلك يعود إلى بنيات إجرائية لاشعورية وأولية هي التي ينبغي البحث فيها لبلوغ نقطة انطلاق الصياغات المنطقية. غير أنه لا يمكن الاعتماد على وعي الذات وحده للوصول إلى هذه البنيات الأولية، بل ينبغي تحليل السلوك الإجرائي للذات والبحث التكويني في تلك البنيات.
إذا اتبعنا هذا الطريق الذي يقودنا نحو ما تدعونا إليه الإبستمولوجيا التكوينية، أي إذا ما ركزنا النظر حول بناء البنيات الإجرائية، فإن ما يُضفي عليه المنطق الطابع الصوري لا ينبغي البحث عنه في تجارب داخلية أو خارجية منظورا إليها بكيفية سكونية، بل ينبغي البحث في سيرورة تاريخية تهم البناء في كل مستويات التطور من أدنى هذه المستويات إلى أعلاها في التجريد بالنسبة للمنطق نفسه. بعبارة أخرى، فإن الإبستمولوجيا التكوينية تطرح دراسة نشأة وتطور البنيات المنطقية طرحا مخالفا لكل التأويلات التي سبق الحديث عنها. فما يقصد إليه التحليل الإبستمولوجي التكويني هو دراسة مراحل تطور البنيات المنطقية في شروط ارتباطها بالنمو العقلي والتطور المعرفي من الطفولة الأولى إلى المراهقة من جهة، ثم دراسة تطور صياغة هذه البنيات في تاريخ المنطق من جهة أخرى.
عندما تعود الإبستمولوجيا التكوينية للمنطق في دراستها لبنيات هذا العلم إلى المراحل الأولى منذ بداية التنسيق بين الأفعال في المرحلة الحسية الحركية من نمو الطفل، فإنها تخالف بذلك الوضعية المنطقية التي تربط نشأة البنيات المنطقية بنشأة اللغة لدى الإنسان. ذلك أن البنيات المنطقية تبدو، في نظر بياجي، متجاوزة للغة من حيث ارتباطها بعامل في النمو سابق لنشأة اللغة هو التنسيق العام بين الأفعال والحركات في المرحلة الأولى من مراحل النمو(4).
******************************************
الهوامش
(1) راجع بهذا الصدد:
Jean Piaget : Mes idées, propos recueillis par Richard. I. Evans, Editions Denoël-Ganthier, Paris, 19, p.42,
وقد صدر الكتاب في الأصل بالإنجليزية تحت عنوان:
Jean Piaget : The man and his ideas, 1973.
(2) درس بياجي مراحل النمو العقلي في فترات مختلفة من حياته العلمية، ولذلك تضمنت كثير من كتبه فصولا في هذا الموضوع. ونكتفي هنا بالإشارة إلى:
Jean Piaget : Problème de psychologie génétique, Editions Denoël-Ganthier, Paris, 1972, p.25-37.
(3) راجع حديث بياجي عن هذه التأويلات ضمن الكتاب الذي أشرف عليه.
- Jean Piaget (sous la direction) : Logique et connaissance scientifique, Encyclopédie de la pléade, Editions Gallimard, Paris, 1976, p.376-378.
(4) يتحدث بياجي عن هذه المرحلة في كتابه عن نشأة الذكاء
Jean Piaget, La naissance de l’intelligence chez l’enfant, Editions Delachaux et Nesthé, Genève et Paris, 1936.
نشير إلى أن هذه الفكرة واردة في مؤلفات أخرى لبياجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق