احدث المواضيع

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

**رينيه ديكارت**



ولد ديكارت (René Descartes) سنة 1596 في بلدة "لاهى" من بلدان مقاطعة "الثورين" قرب نهر "الكروز" بفرنسا. وينتسب ديكارت إلى أسرة من صغار الأشراف الفرنسيين، كان أبوه مستشارا ببرلمان "بريتاني"، أما أمه فماتت بعد مولده بثلاثة عشر شهرا.
تلقى ديكارت علومه الأولى في مدرسة "لافليش" إحدى مدارس اليسوعيين، فبقي يتعلم بها ثماني سنوات، تعلم فيها العلوم والفلسفة، وقضى السنوات الخمس الأولى في دراسة اللغات القديمة، والثلاثة الأخيرة في دراسة المنطق والأخلاق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقيا.
قصد ديكارت هولندا ليتعلم صنعة الحرب على يد اشهر جندي في أوروبا موريس دوناسو وكان قد سبق ديكارت إلى البلاد الهولندية كثيرون من أشراف الفرنسيين، أرادوا مثله ان يخدموا تحت إمرة ذلك الجندي العظيم الذي حقق الكثير من الانتصارات. توجه ديكارت بعد ذلك إلى "بريدا" في هولندا فلقي هناك طبيبا مثقفا ذا علم واسع بالرياضة والطبيعة اسمه اسحق بيكمان فصادقه.
وفي ليلة 10 نوفمبر سنة 1619 تم الاكتشاف الديكارتي العظيم والذي يذهب الفيلسوف فيه إلى ان مجموع العلوم واحدة مؤتلفة في الحكمة، أي في المعرفة التي نستقيها من أنفسنا.
غادر ديكارت بلدة نويبرج على نهر الدانوب حيث تم هذا الاكتشاف وقضى السنوات التسع التالية متنقلا في البلاد، متفرجا على مسرح الدنيا. وفي سنة 1628/ 1629 كتب رسالة صغيرة في الميتافيزيقيا موضوعها "وجود الله ووجود الروح" والقصد منها ان تبسط شيئا من قواعد الطبيعيات الديكارتية. وهذا يدلنا على ان ديكارت كان يشتغل منذ سنة 1629 بتحرير كتاب "التأملات الفلسفية" الذي لم يظهر إلا في عام 1641. نشر في عام 1637 ثلاث رسائل هي "البصريات" "والآثار العلوية" و"الهندسة" وصدرها جميعها بمقدمة هي "المقال في المنهج"، حاول ان يبين فيه انه استعمل منهجا آخر غير المنهج الشائع وان هذا المنهج ليس أسوأها ولا أقبحها. ونشر ديكارت في سنة 1641 كتاب "تأملات في الفلسفة الأولى" باللغة اللاتينية وفيه يبرهن على وجود الله وخلود الروح. ولقد كانت آخر مؤلفات الفيلسوف "رسالة في أهواء النفس" نشرت عام 1649.
سافر إلى السويد بدعوة من الملكة كرستين ليلقنها بنفسه فلسفته ولم يكن الجو هناك يلائم صحته. وكانت الملكة هناك قد حددت الساعة الخامسة صباحا وقتا للتحدث معه في الفلسفة وكانت تلك الساعة المبكرة شاقة جدا على الفيلسوف، فأصيب بالتهاب رئوي وتوفي صباح 11 شباط من عام 1650.
يعارض ديكارت الكثير من أفكا أسلافه ، ففي مقدمة عمله – عاطفة الروح – يذهب بعيدا للتأكيد أنه سيكتب في هذا الموضوع حتى لو لم يكن أحد سبقه لطرحه ، بالرغم من هذا فإن العديد من الأفكار توجد بذورها في الأرسطية المتأخرة و الرواقية في القرن السادس عشر أو في فكر أوغستين .
و يعارض ديكارت هذه المدرسة في نقطتين أساسيتين و هما :
** أولا يرفض تقسيم الأجسام الطبيعية إلى مادة و صورة كما تفعل معظم الفلسفات اليونانية
** ثانيا ير فض الغايات و الاهداف ، سواء كانت غاية ذات طبيعة إنسانية او إلهية لتفسير الظواهر .

اما في الإلهيات فهو يدافع عن الحرية المطلقة لفعل الله أثناء الخلق .
و لقد أسهم ديكارت في الشك المنهجي حيث استهدف في شكه الوصول إلى اليقين و أسباب الشك لديه أنه يلزم أن نضع موضع الشك جميع الأشياء بقدر الإمكان ، و يبرر الشك أنه تلقى الكثير من الآراء الباطلة و حسبها صحيحة فكل مل بناه منذ ذلك الحين من مبادئ على هذا القدر من قلة الوثوق لا يكون إلا مشكوكا فيها إذن يلزم أن نقيم شيئا متينا في العلوم أن نبدأ بكل شيء من جديد و أن نوجه النظر إلى الأسس التي يقوم عليها البناء ، مثال المعطيات الخاصة للحواس ، فالحواس تخدعنا احيانا و الأفضل الا نثق ها أما الأشياء العامة كالعيون و الرؤوس و الأيدي التي يمكن ان تتألف منها الخيالات يمكن ان تكون هي نفسها خيالية محضة
يعد رينييه ديكارت واحدا من أهم الفلاسفة الغربيين في القرون القليلة الماضية . و خلال فترة حياته كان ديكارت مشهورا كفيزيائي و فيزيولوجي ورياضي ولكن الجانب الفلسفي كان هوالجانب الأكثر ظهورا لديه فهو كثيرا ما يقرأ له فيه إلى اليوم فقد حاول اعادة الفلسفه في اتجاه جديد,مثلا: فلسفته رفضت قبول مدرسةارسطو والتقاليد التي سادت الفكر الفلسفي طوال فترة العصور الوسطى.و قد حاولت الاندماج الكامل مع الفلسفه والعلوم "الجديدة" . و قد عمل ديكارت كذلك لتغيير العلاقة بين الفلسفه واللاهوت.هذه التوجهات الجديدة أدت إلى تقدم فلسفة ديكارت لتكون ثوريه الشكل.
ومن أفكار ديكارت الفلسفية الاكثر انتشارا هي منهجه في الشك ، "أنا أشك إذن فأنا موجود." هذه يشمل جانبا اساسيا من طريقة ديكارت الفلسفية '. كما ذكرنا للتو فقدرفض قبول سلطة الفلاسفه السابقين ، بل رفض كذلك قبول شروحات من عندهم إيمان بها,ففي البحث عن اساس فلسفة ما فمن الممكن أن ترفض بعض الأشياء,إلى أن تحل الثقة بوضوح وجلاء يتضح بما لا يدع مجالا للشك. وبهذه الطريقة يرمي ديكارت القشور بعيدا وهي المعتقدات والآراء التي كدرت رؤيته للحقيقة.
المهمة التالية هي اعادة تشكيل معرفتنا قطعة قطعة ،هذا في اي مرحلة يمكن للشك فيهاأن يساورنا، ويثبت ديكارت هناانه هو نفسه شئ مختلف عن تفكيره, فالتفكير (العقل) يختلف تماما عن جسده. ويتبنى ديكارت منهج الشك في أمور أخرى مثل وجود إله ووجود وطبيعه والعالم الخارجي وهلم جرا. والمهم في هذا لديكارت أنه يبين أولا ان الوصول للمعرفة أمر ممكن ، (وبالتالي فان المتشككين على خطأ) ، وثانيا وهو الوجه الأخص بالناحية الرياضية هو أن أساس المعرفه العلميه للعالم المادي ممكن.
ديكارت كان عالما مؤثرا ،رغم دراسته في الفيزياء وغيرها من العلوم الطبيعيه غير أن تأثيره فيها كان اقل بكثير مما هو في الناحية الرياضية والفلسفيه. طوال القرون السابع والثامن عشر كان شبح ديكارت الفلسفي دائما حاضرا. فمثلا كان لوك ، هيوم ،يبنيز مضطرون الى التشابك الفلسفي الفكري مع هذا العملاق.لهذه الاسباب ، ديكارت غالبا ماكان يسمى "أبو الفلسفه الحديثة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق