ترجمة: أحمد البوسكلاوي
هل بإمكاننا أن نعرف بدقة متى تخلينا عن الإيمان بفضائل كما آمن بها أسلافنا في القرن التاسع عشر؟ نستطيع الآن أن نجيب بكثير من الاطمئنان وبشكل دقيق عن هذا السؤال: إن تاريخ هذا التخلي بدأ مع اندلاع الحرب العالمية الأولى حيث تواجهت دولتان تعدان من أكثر الدول تقدما على المستوى الحضاري، وهما ألمانيا وفرنسا، وقد اعتمدت كل منهما في هذه الحرب البليدة والأكثر دموية (في التاريخ) والتي عادت عليهما معا بإفلاس لم تَعْهده أية واحدة منهما من قبل، أقول اعتمدت كل واحدة منهما على أحدث التقنيات، وبهذا انهارت إحدى أهم المصادرات التي قامت عليها ديانة التقدم كما تصورها أسلافنا: لقد اعتقد هؤلاء أن هذه الديانة كفيلة بالقضاء، وبشكل نهائي، على وبائَيْن طالما عانى منهما الإنسان وهما الحماقة وإيذاء الآخر..
* إننا نستحضر اليوم بسخرية رهبان هذه الديانة الذين عاشوا في القرن التاسع عشر أمثال أوكست كونت، ماركس، سان سيمون، رينان، فكتور هوغو، ميشلي وغيرهم. لقد آمن كل هؤلاء أن العلم إذا دعم بالتقنية سيفتح عهدا جديدا قوامه السعادة للنوع البشري. وحتى قبل هؤلاء سيقدم كوندورسي(1)، نبي هذه الديانة الأكبر في القرن الثامن عشر، سيقدم المراحل العشر التي يعين على الإنسان قطعها من أجل بلوغ العلم والحكمة والسعادة، وقد خلف لنا في هذا الصدد صفحات باتت من الأدبيات الكلاسيكية، وغَمَرَ الجميع تفاؤل وأمل عبَّرت عنهما مختلف فلسفات التاريخ. ومع نهاية القرن التاسع عشر كانت الجمهورية الثالثة مُفعَمة بهذا الحماس الوضعي. "ابتداء من اليوم لم يعد هناك يسرُّني العالم "سيقول برتلو Berthelot(2)، وأكثر من هذا الإمكان فيه الخوف للكراهية. وتوج هذا كله بظهور الفكر الاشتراكي. وهذا الفكر -سواء لدى ماركس أوجوريس Jaurès- اكتفى بإضافة لمسة اجتماعية لهذا الفلسفة السياسية. إنه لم يناقضها بل -خلافا لذلك- زعم تتميمها.
وفجأة، ومع مرور زمن ليس بالطويل، تحدث هذه القفزة الكبرى في بحر الهمجية الأكثر قدما. إنها الحرب الكبرى. وبالنسبة لنا -نحن الأوربيين- لم نتمكن من استيعاب وهضم هذا التوقف الفجائي للحضارة: وبهذا كانت فردان Verdun(3) مقبرة للآمال العالقة بالعقل البشري. ولم تمض خمسة عشر سنة بعد على الهدنة التي لم تحل أي مشكل (بين الدول المتحاربة)، وعلى توقيع معاهدة فيرساي التي عقدت الأمر أكثر حتى ظهر فجأة هتلر ليطلق ؤصاصة الرحمة على ديانة القرن التاسع عشر. وأن يكون البلد الذي أنجب جوته وبيتهوفن واينشتاين هو نفسه الذي أنجب داشو Dachau(4) واشويتز Auschuoitz، من شأن هذا أن ينسف الأسس التي يقوم عليها إنجيل كوندورسي الذي دعى وروَّج له، والذي بمقتضاه يكون التقدم العلمي والتقني ليس مساهما في تحقيق السعادة البشرية فحسب بل إنه سيمنح لهذه السعادة مشروعيتها الأخلاقية. وإذا كان القرن العشرون قد شهد فعلا ما أسماه روسو بـ"التدرج في اكتمال العقل البشري". فإنه (أي القرن العشرين) قد فضّل أيضا تشاؤمه حين اعتبر أن التقدم العلمي والفني [التقني] قد يؤدي إلى تدهور لا رجعة فيه للإنسانية(5). وإذا كان الإنسان قد عول على هذا التدرج في الاكتمال لكي يصبح إلها [خيرا]، فإن هذا التدرج نفسه قد جعل منه لوسيفر Lucifer إله الشر.(..)(6). إن ما يستأثر بهتمامنا ويستوقفنا ليس كون النازية قد ذهبت في سحقها لإنسانية الإنسان إلى أقصى حد ممكن وفي وسط القرن العشرين بالذات، وذلك بقلبها لمُنْحَنى التقدم. بل إن ما يستوقفنا هو أن يكون هذا السحق منفعل أمة من أكثر الأمم حداثة وحضارة على وجه الأرض. وحتى لو استَحْضرنا [على سبيل المقارنة] مثال روسيا وما صاحب نشأة وتطور النظام الشيوعي فيها من أعمال همجية فقد نجد لها (روسيا) العُذْر: فقد كانت بلدا متخلفا. ولكن ماذا يمكن أن نقول عن ألمانيا؟ وماذا يمكن أن نقول عن هيدجر؟ كيف نُفَسِّر رضى فيلسوف كبير مثله (أوليس هيدجر من أكبر فلاسفة القرن العشرين؟) بالنازية وتقبله أياها؟ أولا نعتبر هذا أمرا جديدا؟ أوليس الأمر في حد ذاته مصدرا للحيرة؟ هل يمكن لنا أن نتصور فيلسوفا يلعب هذا الدور في القرن العشرين؟(7).
إننا لا نَمَلُّ من تكرار وترديد القول بأن النظرة إلى التقدم التي تَثَبَّتَتْ وتدعَّمت طيلة سنوات القرن 19 هي حصيلة تطور [أفكار وتصورات] يرتد تارة إلى الفكر اليوناني وتارة أخرى إلى الفكر اليهودي، وبخلاف ما تم تأكيده منذ سنين فنحن نرفض ذلك التَّقابل القائم بين التصور الدوري عن الفكر الإغريقي وبين التصور الخطي المنحذر من الفكر اليهودي، لقد تحكمت نظرتان مترابطتان في تصور اليونانيين للزمن: النظرة التي تعتبر الزمان بمثابة استئنافات للبدء (أو بدايات مستأنفة)، وهي أطروحة العود الأبدي، والنظرة الثانية تعتبر الزمن عبارة عن تعاقب حقب أو عصور ولكنه تعاقب موجه نحو غاية ما، وهي أطروحة التقدم إلى الأمام دون رجعة [التقدم=السير إلى الأمام]. وسنجد هذا القصور للزمان واضحا في فكرة التاريخ. ألم يكن هوزيود(8) Hesiode وتوسيديد(9) Thucydide مواطنين يونانيين؟ أما عن الفكر اليهودي فإن أنبياء العهد القديم قد جعلوا من الزمان، بل من التطور إن شئنا الدقة، مركز نظرتهم [وانشغالهم الفكري]. وهكذا نلمس أن التشاؤم العميق قد طغى على بعضهم كجيريمي Férémie الذي لم ير في تدفق الزمان إلا انحطاطا مستمرا للشعب اليهودي بينما اعتبر البعض الآخر كإيزاي Isaie أن العصر الذهبي لهذا الشعب لا يوجد في الماضي بل سيوجد في المستقبل حيث سيحقق السلم بين البشر ("سنصنع من السيوف اسنة للمحراث") ويتحقق التصالح بين الإنسان والطبيعة ("سيتساكن كل من الذئب والشاة").
وإذا كان دانيال Daniel من خلال تحقيبه للزمن قد أبرز تعاقب العصور فإن الفضل في ظهور التصور المرحلي يعود إلى العهد الجديد. ذلك أن فكرة الماقبل والمابعد [التاريخ] تعود إلى ظهور المسيح على الأرض. ومع سان أغسطين سيكتمل هذا التصور الفلسفي والديني للتاريخ. وبهذا استحق أن يكون أول فيلسوف كبير لهذا الزمن الحداثي.
وينبغي التنويه بأن هذه النظرة (أي أن الزمان موجه نحو غاية ما)، بعد أن تدرجت في سُلَّم العلمانية هي التي ستهيمن في القرن 19. وحتى قبل هذا القرن بكثير، تحديد في القرن 12 ظهر فكر جريئ قصد تجاوز تنائية ما قبل وما بعد [التاريخ] ليقترح تحقيبا ثلاثيا للتاريخ: حقبة الأب، حقبة الإبن، حقبة روح القدس، وقد حمل لواء هذا الفكر الراهب الإيطالي جواشيم دي فلور(10) lore Joachim. [وإن شئنا تأويلا إيديولوجيا لهذا الفكر لقلنا:] يكفي للمحرضين الاجتماعيين [الثوار مثلا] أن يزعموا، انطلاقا من تصور هذا الراهب، إن حقبة الروح قد حانت وأن ساعة العدالة قد دقت، يكفي هذا لكي نكون قد انتقلنا من تصور لاهوتي للتاريخ، أو من الألقية المسيحية، إلى عهد الاشتراكي الحديثة. وهذا الانتقال لم يحصل فجأة، بل جاء -طبعا- عبر تطور طويل تداخلت وتعاقبت وتبادلت فيه الريادة كل من الحركات الاجتماعية الثورية من جهة، والإنتاجات الفلسفية من جهة ثانية ابتداء من توماس مونزر(11) T.Munzer وانتهاء بكارل ماركس. وبدون أن نَتَنَبَّه للأمر تحول مفهوم روح القدس عند جواشيم دي فلور إلى روح العالم عند هيجل وكان كلا من فكرة التقدم ومن الصيرورة في الغرب منذ العصر الوسيط إلى بزوغ فجر الحداثة، كأنهما ترجمتان لنفس الجوهر. [والجوهر بالمفهوم الفلسفي واللاهوتي].
وإذا كان الإيمان في التقدم، أي أن النوع البشري يسير قدما إلى الأمام لتحقيق الاكتمال اللانهائي، إذا كان الإيمان هذا قد انهار، وبعبارة أخرى إذا كانت ديانة التقدم، وهي ديانة مدينة، جاءت لتُعَوِّض ديانة أخرى، وجاعلة من نفسها الند الأخلاقي [البديل] للمسيحية في عالم ما بعد المسيحية، إذا كانت قد فقدت بريقها وإشعاعها فمن الطبيعي [والمنطق] أن يَغْدُو الإنسان جاحدا وكافرا بكل شيء، بما في ذلك المستقبل وفكرة الخير. وربما كافرا بنفسه أيضا.
وإلى هذه النقطة بالضبط قد وصلنا اليوم، حقا، إن نحن ألقينا نظرة حولنا سنجد أن التقدم المادي الذي هو ثمرة العلم والتقنية، حاضرا أمامنا وربما بشكل لم يسبق له مثيل. وأكثر من هذا فهو مستمر في ممارسة سحره وجاذبيته على العالم بأسره وليس على الغرب وحده والذي أوجده في شكله الحديث. وبهذا فإنه يشكل التحدي الأكبر لمختلف الديانات والإيديولوجيات والمعتقدات وأنماط الحياة [السائدة] ويَضَعُها في مأزق. إلا أنه، وبالنظر لما ذكرناه أعلاه، فلم يعد التقدم محافظا على نفس الوضع أو المكانة [التي كان يحتلها]. فإذا كان بالأمس حلا فقد أضحى اليوم مشكلا، وهل من الضروري تقديم أدلة؟ لنأخذ الايكولوجيا أو الدفاع عن البيئة. نعم أن هذه الايكولوجيا قد بدأت بالتدريج تحتل مكان الاشتراكية، وغدت بالتالي حاملة لإيديلوجية بديلة، وإذا كانت الاشتراكية -كما يبدو من تسميتها [بالفرنسية](12) نقدا اجتماعيا للنظام الصناعي فإن الايكولوجيا هي نقد تقني. بمعنى آخر إذا كان الاشتراكيون يقفون في الطليعة [مقدمة الباخرة] ويطالبون بتغيير المحرك، فإن الايكولوجيين يتموقعون بعيدا إلى الوراء [مؤخرة الباخرة] وينادون بضرورة إدخال إصلاحات على المحرك. ويحدث وربما أول مرة في التاريخ منذ الثورة الفرنسية أن تيارا سياسيا اعترف به كمكون من مكونات اليسار، يدعو لا إلى التغيير ولا إلى التقدم، بل يدعو -بكل بسلطة- إلى المحافظة، ليس المحافظة على الطبيعة فحسب بل على أنماط الحياة وعلى الحضارة. إنها لحظة تاريخية جديرة بالتسجيل: لحظة وعى فيها التقدميون مساوئ التقدم(13). وبالرغم من كل هذا فلازال الأمل معقودا على أن يتحول التقدم المادي إلى تقدم اجتماعي، والملاحظ أن الارتفاع المسجل في المستوى المعيشي في البلدان الصناعية لم يصحبه انخفاض في اللامساواة بين الناس. حقا إن معدل الأعمار قد ارتفع وبَاتَت لحياة أقل مشقة والنساء يتقدمن -وإِن بِبُطءٍ- نحو المساواة [مع الرجال]. يحصل هذا كله في البلدان الصناعية، أما في العالم الأقل تقدما أو المتخلف قطعا، فإن التقدم بمستوييه المادي والاجتماعي يبقى المطلب أو الحافز الأساسي.
ومن جهتنا فقد تخلينا عن الفكرة القائلة بأن التقدم المادي وحتى الاجتماعي كفيل لوحده بخلق عالم جديد وبالأحرى خلق إنسان جديد. ففي عز ديانة التقدم كنا نعرف أن التقدم لن يتحقق في بعض الميادين كالفن أو الفلسفة. لم يكن بيكاسو متفوقا على دافنتشي ولا كانط على أفلاطون. وأكثر من هذا لم نكن لنتجرّأ على تَخَيُّل تقدم أخلاقي ومعنوي للإنسان مبنيا على تحسن في شروط العيش بينما نجد أنصار التقدم بفَلْسَفتهم التسويفية (أو التأجيلية) eschatologie يُشْهِرون الحل الاجتماعي معتبرين إياه أساسا لحل المشكل الأخلاقي العنيد، وكأنهم يقولون: لنبدأ بإصلاح المجتمع وسيتبع هذا لا محالة إصلاح الفرد. وبهذا فالتقدم لا يقدم أية إجابة عن السؤال لقديم والمزمن حول الشر، هذا السؤال القابع في قلب الانشغالات الدينية، بل إنه يراوغه ويتحايل عليه (بالتأجيل). والحال أن هذا التفاؤل المنهجي لم يعد يلزم أحدا، فهو ليس عديم الجدوى والفعالية فحسب بل نذهب إلى حد اتهامه بإشاعة الجريمة والتشجيع على انتشارها.
ولقد لاحظت حنا ارندت(14) كيف أن واقعة اشويتز قد أعادت السؤال الميتافيزيقي إلى قلب الانشغال (أو القلق) الإنساني: لماذا يوجد الشر الجذري؟ وكيف نَسْلُكُ بإزائه؟ حقا إن التقدم مازال مستمر الوجود في عالمنا، ومازال يحاصرنا من كل جانب، ولكنه، ما كنا نتصور يوما أنه سيتخلى عن صخبه وبَهْرَجته. رباه كم غدا اليوم أكثر تواضعا.
الهوامش
(1) كوندورسي (1743-1794) فيلسوف فرنسي وعالم رياضيات ورجل سياسة كان متحمسا أفكار فولتير، ساهم في الاسكلوبيدية، مارس السياسة، فر من الإرهاب ليقع أسيره فيما بعد ثم يموت مسموما بإحدى السجون. أهم كتاب له هو "تخطيط للوحة تاريخية لتقدم الفكر البشري". ويعد هذا الكتاب بمثابة إنجيل لديانة التقدم.
(2) برتيلو Berthelot (1827-1907) كيميائي فرنسي ورجل دولة.
(3) فردون Verdun: معركة شهيرة بين الفرنسيين والألمان وقعت عام 1916 استمرت قرابة سنة وقتل فيها حوالي 700 ألف من الطرفين.
(4) داشو Dachau: مدينة ألمانية. اقترن اسمها بمراكز الاعتقال التي كانت تضم معارضي النازية، ومن هذه المدينة أيضا تم تجهيز هؤلاء المعارضين.
(5) يقول روسو: "ومن المحزن لنا أن نكون مضطرين إلى الموافقة على أن هذه الخاصية المميزة [للإنسان]، خاصية قابلية الاكتمال، الخاصية التي لا حدود لها تقريبا، هي مصدر جميع ويلات الإنسان(...) وأن هذه الخاصية، إذ كشفت له، على مرور الأجيال، أنوار هديه وظلمات ضلالاته ورذائله وفضائله، هي التي جعلته مع تراخي الزمان، طاغية نفسه وطاغية الطبيعة".
(6) تشير نقط الحذف إلى قولة لاتينية، تفضل أحد الأصدقاء بترجمتها مشكورا وعربها على الشكل التالي: "يُهْلِكُني أن تذهب الآمال المضيعة في الخير سدى".
(7) إن علاقة هيدجر بالنازية علاقة غامضة لا تزال تحير الكثير من المهتمين. والبحث فيها ليس دوما نزيها أي خاضع لدواعي تاريخية وفلسفية فقط.
(8) هوزيود شاعر يوناني عاش في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، امتازت أشعاره بوصف دقيق للعالم القروي كما كانت تنحو منحى تعليميا وأخلاقيا.
(9) توسيديد (460-400ق.م) من أشهر مؤرخي الإغريق القدامى، يُعزى إليه أنه مارس النقد التاريخي وأنه فصل بين السياسة والأخلاق ومجّد القوة.
(10) جواشيم دي فلور (1130-1302) متصوف ومفكرا إيطالي، اشتهر بالتفكير بعيدا عن أرتدوكسية الكنيسة وقدم في هذا الإطار فلسفة دينية تاريخية تبشر بأن مرحلة سيادة روح القدس آجلة.
(11) مونزر (1489-1525) مصلح ألماني انضم إلى حركة الإصلاح الديني في القرن 15، وكان قائدا لجيش الفلاحين ضد الأمراء.
(12) Socialisme وترجمتها الحرفية النزعة الاجتماعية أو الدفاع عن المجتمع.
(13) الإشارة هنا إلى حكومة الاشتراكيين الحالية في فرنسا والتي تضم من بين ما تضمه الايكولوجيين ويُتوقع أن يحدث نفس الشيء في ألمانيا.
(14) Hannah Arendt (1906-1975) فيلسوفة من أصل ألماني. درست على يد مجموعة من الأساتذة أشهرهم هوسرل، ياسبرز وهايدجر. هاجرت إلى أمريكا حيث حصلت على الجنسية، لها مؤلفات كثيرة أشهرها "أصول التوتاليتاريا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق