احدث المواضيع

الأحد، 13 ديسمبر 2009

الاتصال والانفصال في التاريخ الثقافي -حالة الثقافة المغربية-

                     محمد مفتاح

تمهيد:

        اقترحنا في دراستين سابقتين تحقيبا للثقافة المغربي(1)؛ وقد ينا في الدراسة الأولى شروط التحقيب الأولى ومنطلقاته النظرية ومراحله، وخصائص كل مرحلة، وأوضحنا في الدراسة الثانية مرامي التحقيب ومغازيه(2)؛ ومع ذلك فما نحن نعود في هذه المقالة إلى تبيان الخلفيات التي تحكمت في مقاربتنا والتي لم تقع الإشارة إليها حتى يدرك القارئ خلفياتها وأبعادها ومراميها وحدودها لقبلها إذا قبل عن بينة أو أن يرفضها إذا رفض بحجة وبرهان.

        إن الحديث عن الاتصال والانفصال ليس وليد السنوات الأخيرة وإنما هو موضوع تناولته الفلسفات القديمة من أفلاطونية وأرسطية وغيرها، ثم تحدث عنهما الفكر الإسلامي المتأثر بتلك الفلسفات وبالثقافات العريقة(3)؛ على أن الحديث تجدد عنهما في السنوات الأخيرة بكيفية شاملة وعميقة يعكس التحولات الجذرية التي طرأت على المجالات العلمية الخالصة مثل الرياضيات والبيولوجيا والفيزياء؛ وقد انتقل الحديث عنهما إلى مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية ثم بدأ الحديث عنهما في الثقافة العربية الإسلامية.

        لهذا، فإنا مضطرون إلى تقديم إضاءات حول الاتصال والانفصال في فقرات أربع، أولاها تتناول مسألة الاتصال والانفصال في العلوم الخالصة؛ وثانيتها تتبين إشكال الاتصال والانفصال في العلوم الاجتماعية والإنسانية في غير المجال العربي الإسلامي؛ وثالثها تتعرض لقضية الاتصال والانفصال في الثقافة العربية الإسلامية، ورابعها تقدم توظيفا لمفهومي الاتصال والانفصال في الثقافة المغربية.

I – مسألة الاتصال والانفصال في العلوم الخالصة:

        لقد شغلت مسألة الاتصال والانفصال العلوم الخالصة من رياضيات وبيولوجيا وفيزياء.

1- الرياضيات:

        اهتمت الرياضيات بالاتصال والانفصال طوال تاريخها؛ وهكذا رأى الرياضيون أن الأعداد تمثل القطيعة، والأشكال الهندسية تعكس الاتصال؛ وعلى هذا ميزوا بين الأعداد والهندسة(4).

        أ - العدديون:

        يعتقد العدديون أن هناك انفصالا بين كل عدد وتاليه (…3, 2, 1) وبين الأعداد الفردية والزوجية ، والعدد إما واحد أو صفر (0, 1)، إلا أن بعض المنظرين الذين يتجتوزون مبدأ الثالث المرفوع يرون فضاء واصلا بين ما انفصل وانقطع، بل يجعلون بين الأعداد تداخلا. وقد مثلوا لحالي الوصل بمجموعتين؛ إحداهما موجبة وثانيهما سالبة، وتقع بين هاتين المجموعتين مجموعة الصفر، وأعداد المجموعتين تقترب أو تبتعد تدريجيا من مجموعة الصفر مما يؤدي لا إلى الاتصال فحسب وإنما يؤدي إلى التداخل؛ يقول أحد أولئك المنظرين: "عدد 1 أقرب إلى 0 من عدد 2 وعدد اثنين أقرب إلى 0 من عدد 3... وهكذا. وكذلك فإن العدد السلبي -1 أقرب إلى 0 من- 2، والعدد -2 أقرب إلى الصفر من- 3. وهكذا، فعدد 0 ينتمي %100 إلى مجموعة 0، ولكن الأعداد التالية لخ يمكن أن تنتمي فقط %80، أو %50، أو %10"(5).

        ولتوضيح ما تقدم في الخطاطة التالية:

3+

2+

1+

0

1-

2-

3-

%10

%50

%80

%100

%80

%50

%30

ويستنتج من الخطاطة أن الصفر فضاء واصل بين طرفين بينهما تناقض، ولكن فضاءه يؤلف بين الإيجاب والسلب، أو يمكن أن يقال إنه مركب بينهما مما يجعله مشروبا بالطرفين معا، وهذا الشوب هو ما يؤدي إلى شوب أعم وأشمل بين الطرفين فيصير الموجب فيه نصيب من السالب، والسالب فيه حظ من الإيجاب؛ هذا الوضع هو ما تمثله المتضادات الشبيهة؛ وما يجب التأكيد عليه هنا هو أن الأعداد عند تنزيلها في فضاء محسوس تجاوز الثنائية الرقمية، وتبني الامتداد يجعل الاتصال متغلبا على الانفصال.

        ب - الهندسيون:

        تبعا لهذا، فإن الهندسة من الرياضيات هي مجال الاتصال بكل معنى الكلمة، ولذلك سميت بالكم المتصل لما لها من طول وعرض وعمق؛ وهذا الاتصال هو الذي يتجلى في مختلف الأشكال الهندسية المتوارثة القائمة على النظرية الزفلاطونية في الناغم والانسجام والتناسق، ومع ظهور مقترحات هندسية مشتتة ومتوحشة فإن هناك تناغما عميقا يحكمها.. ولا يتأتى هذا التناغم إلا في إطار الاتصال الظاهر أو الخفي؛ وهذا ما أكدته الهندسة الانقسامية التي تنطلق من الكبير إلى الصغير مما يضمن بنية انتظامية مختفية داخل التعقيد واللانظام والتشتت والتقطيع والتبعثر(6).

2- البيولوجيون:

        ويجد المهتم هذه المناقشات نفسها في مجال البيولوجيا، وهكذا، فإن علماءها يتساءلون عن آلية الدماغ هل هي شبيهية (هندسية) أو رقمية. وقد انتهوا إلى أن ترجيح رأي آخر يتوقف على القرار المتخذ، فإذا ما تبنى قرار معتمد على مبدأ: نعم أولا، واحد أو صفر.. فإنه يلزم عنه النظر إلى الوحدة الأساسية للنسيج العصبي Neurone على أنها إما نشيطة أو غير نشيطة. وأما إذا تجاوزت الثنائية وخلقت أنساق تشبه الأنساق الشبيهة بتعدد قنوات الاتصال بحيث تكون مجموعة ما من قنوات متكونة من وحدات عصبية صغرى، فإن بعضها يمكن أن ينشط وبعضا آخر منها يبق "غير نشيط مما يؤدي إلى تدرج في رد الفعل؛ ومعنى هذا أن الأنساق الرقمية والأنساق الشبهية يمكن أن تتألفا في نسق واحد(7).

        في إطار هذه العملية التوليفية يتحدث كثير من البيولوجيين عن التطور المتراكم والتطور ولا يتحدثون عن الانشطارات والتشعبات ولا عن الانقطاعات والانفصالات. كما يتحدثون عن التحولات البطيئة والتحولات الشريعة؛ ومهما كانت أنواع التحولات والتحولات السريعة؛ ومهما كانت أنواع التحولات ودرجات التحول فإن هناك توليفا بين القديم والجديد والثابت والطارئ، وأما ما كان جديدا كل الجدة فيبعد. وما يقوم بدور المصطفى لاقتراحات التحول فهو المورث الذي يسمح ببعض التحولات ويمنع أخرى. فالمورثات تضمن الإيقاعات البيولوجية الجارية داخل الكائنات الحية، وهي أيضا تنتقي من المؤثرات الخارجية؛ وقد يقال إن وجهة النظر هذه هي لبعض البيولوجيين المحافظين، ولكن الأمر ليس كذلك، إذ كثيرا من البيولوجيين النظريين المتأثرين بالهندسة انقسامية وبنظرية العلماء يأخذون بالتراتب وبالتدرج وبالانتظام وبالإيقاع(8).

3- الفيزيائيون:

        إن الفيزيائيين المحدثين يتحدثون عن ثلاثة أنواع من الأنساق: نسق خطي، ونسق دوري محدود، ونسق عمائي دوري؛ فالنسق الخطي تكون نهاياته غير مختلفة عن بداياته أو عن حالات الأولى، ولذلك فإن ما سيحصل "في المستقبل البعيد موجود سلفا في الحاضر والحاضر نفسه شروط بالماضي بكيفية كلية"(9)؛ والنسق الدوري محدود يفارق حالاته الأولى ولكنه لا يلبث أن يعاد إليها إن في إيقاع متناسق وفي إعادة إنتاج مثلما هو الشأن في رقاص الساعة وفي دقات القلب، يصما تعبات ناتجة عن الحالات الأولى، ولكنها تشعبت تتسم -أيضا-بإعادة الإنتاج وبالإيقاعية بفعل الجاذب مما يسم النسق بالدورية أو بالحقبية؛ وأما النسق العمائي فهو متشعب بحكمه الجاذب الذي يراقب انقساماته وتشتتاته وزعزعاته، ويجعلها تعود إليه ولا تنحرف عن المسار  مما يؤدي بالعلماء إلى أن يحتوي على بنية معقدة ولكنها منظمة؛ وقد توجد جوانب أخرى ضمن الجاذب الكبير مما يجعلها مترابطة ومتدرجة وخطية أو غير خطية(10)؛ وهكذا، فإن النسق العلماى يمتاز بنزعتين متعارضتين؛ نزعة عدم الاستقرار؛ ولكن هذا التعارض يوفق بينه الجانب الذي يمنع المسارات من الهروب ويعيدها إلى حالات البدابة"(11).

        وعليه، فإن الأنساق مهما كانت محافظة أو ثورية فإنها مرتبطة بحالاتها الأولى أو ببدايتها بكيفية من الكيفيات وبدرجة من الدرجات؛ وهذا التدرج أشار إليه كثير من الباحثين؛ يقول أحدهم: "الحلزونيات الكبرى تحتوي على حلزونيات صغرى تستمد سرعتها منها، وهذه الحلزونيات الصغرى تشمل على حلزونيات أصغر منها، وهكذا إلى المادة اللزجة"، وقال آخر: "تنتشر الطاقة من الحركات ذات المقياس الكبير إلى الحركات ذات المقياس الصغير"(12).

        استعرضنا بعض آراء المختصين في الرياضيات وفي البيولوجيا وفي الفيزياء حول الاتصال والانفصال؛ وهي آراء تستند إلى خلفيات فلسفية ونظرية وعملية؛ فنظرية الاتصال تستند إلى الفلسفة الأفلاطونية التي تنظر إلى الكون باعتباره متناغما يحركه التجاذب والتنافر، ونظرية الانفصال تتكئ على فلسفة أرسطية ذرية تنظر إلى الكائنات والكيانات في انفصالها واستقلالها، والنظريات الأرائية والتطبيقية تفضل الانفصال المتجلي في الأنساق الرقمية مثلما هو الشأن لدى علماء الحاسوب ونظرة بعض البيولوجيين إلى الوحدات العصبية الأساسية الممركزة في الدماغ ورأي بعض اللسانيين الذين يعتبرون اللغة على أنها مكونة من وحدات مستقلة، وبعض الفيزيائيين الذين يتبنون نظرية العماء؛ على أن علماء الحاسوب يتحدثون هم أيضا عن المقاربة الشبهية، والبيولوجيين المتأثرين بالفيزيولوجيا يتبنون التفسير الشبهي، واللسانيين يقاربون التحام النص واتساقه وانسجامه ولا تتم هذه المقاربة إلا ضمن رؤيا اتصالية، والفيزيائيين المحدثين، مع إقرارهم بالتعقيد واللاخطية والفوضى يؤكدون على التدرج من مستوى إلى مستوى، وعلى النظام في الفوضى وعلى الإطراد المختفي تحت السطح؛ وما ينظر من أعراض فليس إلا علامة صحة، وما يبرز من تحول فليس إلا مؤشرا على التجديد والتقدم، وذلك أنه "حيثما كانت الطبيعة فإنها تمتلك نظاما مختفيا"(13)، وأن "الأنساق الرقمية (الانفصالية) والأنساق الشبهية (الاتصالية) يمكن أن تتألفا في نسق واحد.

II – إشكال الاتصال والانفصال في العلوم الاجتماعية والإنسانية:

1- ما بعد الحداثة:

        إن ما أشرنا إليه من مسألة الاتصال والانفصال ضارب في أعماق التاريخ البشري، ذلك أن بعض الفلاسفة كان يرى اتصالا بين أجزاء الكون، وكان بعضا آخر منهم يعتقد أن بين كياناته وكائناته انفصالا، وقد ذكرنا بهذا مع أن الإشارة سبقت إليه، إلا أن مناقشة الاستشكال استعرت في سنوات الستين وما بعدها ضمن توجهات علمية وفلسفية يجمعها مفهوم عام، وهو ما بعد الحداثة. وأهم المفاهيم العلمية والفلسفية التي شاعت في هذه الحقبة هي التطور الخطي واللاخطي، والأنساق الدينامية، والأنساق المعقدة، والنظام واللانظام والعماء والانقسام وغيرها وهي مفاهيم أنشأها وروجها الفيزيائيون والرياضيون والبيولوجيون ووجدت سوقا رائجة في مجالات التحليل التاريخي والفلسفي والثقافي، وهكذا يجد المهتم أن كثيرا من فلاسفة ما بعد الحداثة ومفكريها يتحدثون عن الاتصال والانفصال والاستمرار والقطيعة والنسق واللانسق والنظام والتشتت والانقسام والتطور السريع..؛ على أن ما بعد الحداثيين يتعاملون مع هذه المفاهيم العلمية بكيفية مختلفة، إذ نقلها بعضهم بحرفية، وهي في بداية نشأتها، مما أدى إلى الوقوع في مزالق منهاجية وفكرية، وقد راجع نفسه بعد أن دفف فيها ومحصت، وراعى آخر منهم ما يطرأ على المفهوم من تغييرات وتحويرات عندما ينقل من مجاله الأصلي المقترح فيه إلى مجالات أخرى ذات خصوصيات.

        تبعا لدرجة إدراك أبعادها المختلفة وحدودها اختلاف توظيفهم لهذه المفاهيم في التحاليل الفلسفية والتأريخية والفكرية. وهكذا تبنى بعضهم مفاهيم مثل القطيعة والفوضى والتشتت والانقسام ووظائفها في تحاليله ما نحا إياها أبعادا أوسع مما منحه إياها أهل العلم الخالص، واستثمرها بعضهم مع مراعاة تغييرات النقل وخصوصيات المجال، وكانت خلفية فكرية لآخرين بدون انبثاقها على سطح النص. وتأسيسا على هذا يمكن رصد ثلاثة مواقف تجاه مسألة الاتصال والانفصال.

        أ – موقف القطيعة المطلقة:

        يمثل هذا الموقف بودريارد ومدرسته(14)، فهو يرى أن هناك قطيعة مطلقة بين عصر الحداثة وما بعد الحداثة، لأن هناك قطيعة بين الأنساق المعقدة للتبادل الرمزي، وتبادل الأشياء والبضائع تبعا لقانون السوق، ولأن هناك قطيعة بين المجتمعات الرمزية والرأسمالية، ولأن هناك قطيعة بين الحداثة المتجلية في الإنتاج والرأسمالية الصناعية..، على أنه لا يعنينا تتبع مقابلاته وإنما كل ما نريد أن ننبه إليه هو توظيف مفهوم القطيعة، كما استعمل مفهوم العلماء ومفهوم التطور المتشعب؛ يقول "المعلومة تحيل المعنى والمجتمع إلى حالة سديمية لن تؤدي أبدا إلى مزيد من التجديد ولكن إلى العكس من ذلك تؤدي إلى الفوضى"(15). كما يوحي أحيانا بأنه يستند إلى مفهوم الجاذب باقتراحه نسق الأنساق والنسق القهار.

        لقد أبرز باحثان أمريكيان بتفصيل تأثر بودريارد بالنظريات المعلوماتية والفيزيائية والرياضية فاقتبس منها مفاهيم مثل التطور المتشعب كما رأينا قبل، ومثل مفهوم الكارثة إذ اقترح قطيعة "كارثية مع الحداثة ضمن وضع اجتماعي جديد كل الجدة"(16)، ومثل مفهوم الانقسام فتكلم عن "الطور الانقسامي" "القيمة التي تشيع في كل اتجاه مالئة كل التقاطعات"(17).

        لقد تساءل الباحثان عن مدى استيعاب بودريارد للمفاهيم العلمية التي وظفها في تحليلاته، وهو تساؤل مشروع إذ يتبين مما كتب أنه قصر التطور المتشعب على الفوضى(18) في حين أن المفهوم يعني تحويل العماء إلى نظام ظاهر أو مختلف واعتبر الانقسامات عشوائية فقط في حين أنها تعود إلى ناظم يدعى بالجاذب العمائي الأساسي أو إلى أحد الجواذب الفرعية.

        ب – موقف التوسط:

        على أن هناك من يمثل موقفا وسطا وهو مشيل فوكو، وخصوصا في آخر أبحاثه؛ وفوكو من الذين تأثروا بالنظريات العلمية وبتاريخ العلم والإبستمولوجية. ونتيجة لهذا التأثر فقد نادى بالقطيعة المطلقة في الكتابة التاريخية، فقد فرق بين النظر إلى التأريخ باعتباره خطيا ومتصلا، وبين النظر إلى التاريخ باعتباره قائما على أساس القطائع المتجلية في الابستميات. ولعل طرحه هذا يشابه ما لدى "كون" من نظرية الإبدال. وما يوجد لدى بعض الفيزيائيين من اقتراح "فضاء المراحل"(19)؛ ومع أننا نميل إلى الاعتقاد بأن فوكو كان مطلعا على نظرية "كون" وعلى المناقشات التي دارت حولها فإن الأمر يحتاج إلى تمحيص تاريخي لإثبات العلاقة بين مفهوم الإيستمي وفضاء المراحل؛ إلا أن الذي لاشك فيه أن النظريات الثلاث تلتقي في هدف واحد هو وجود محطات في فضاء الظواهر والفكر.

        لقد اعتبر فوكو في بداية كتاباته أن كل إييستيميه مجبوب عما قبله وعما بعده، وعبر عن هذا الجب بمفهوم القطيعة الذي استقاه بصفة أساسية من تقاليد الإيستمولوجيا الفرنسية؛ على أنه أقر بعد ذلك بوجود اتصال وانفصال في آن واحد، بل صار يرفض اعتبار أعماله ممثلة ل"فلسفة الانفصال"(20)، كما أقر بأنه بالغ في الحديث عن القطائع التاريخية "لأهداف بيداغوجية"، ومن بينها التخفيف عن غلواء النظرية التقدمية للتاريخ. وما يعنيه بالانفصال هو انبثاق بعض المفاهيم المميزة لعصر ما، والمفاهيم المنبثقة نفسها لا تبرز من عدم وإنما لكثير منها ذاكرة تربطه بماضيه؛ وعليه فإن كل إيستمي هو عبارة عن "تشاكلات وتفاعلات وأصداء"(21).

        لم يكتف فوكو بتوظيف مفهوم القطيعة، ولكنه استعمل عدة مفاهيم أخرى يجدها المهتم في النظريات الفيزيائية والرياضية المعاصرة مثل الانشطار والتشعب والتشتت ناقلا إياها من مجالاتها إلى ميدان التاريخ الثقافي؛ ولعل قولته التالية تشير إلى ما ذكرنا: "إن الوصف الشامل هو الجاذب لكل الظواهر حول مركز وحيد أو معنى أو روح أو رؤيا للعالم أو شكل جامع. وأما التاريخ العام فهو، بعكس ذلك، ينشر فضاء التشبب"(22)، ولعل مفهوم الإييستيمي يوفق بين النظرين معا: نظر التنظيم ونظر التشبب". ولعل فوكو يغلب نظر التنظيم كما تدل على ذلك أقواله السابقة، وهذا يعني أن التشتت أو الفوضى ليس إلا ظاهرا لأن وراء البعثرة نظاما سماه كل علم وكل مختص باسم، وكل ذلك يعني أن الاتصال هو جوهر الأشياء والانفصال حيويتها وروحها.

        ج – موقف الاتصال المتطور:

        إن هذه الخلاصة تؤدي إلى لفت الانتباه إلى من يغلب الاتصال على الانفصال؛ ولعل أهم من يمثله هو تيار مدرسة فرانكفورت، فمه أن هذه المدرسة بنظريتها النقدية شرحت الحداثة فبينت بعض سلبياتها فإنها رأت أن مشروع الحداثة لم يكتمل بعد، وأن خطاب ما بعد الحداثة يحتوي بين ثناياه على بعض مفاهيم ما قبل الحداثة ومفاهيم الحداثة(23). ولذلك لم يقع طوفان نوح ولم ينته التاريخ ولم يصر العالم غير العالم وإن وجدت وثائر سريعة للتطور.

        د – نحو منعطف جديد:

        يتبين مما تقدم أن هناك ثلاثة مواقف في النظر إلى الاتصال والانفصال، يرى أولها أننا نعيش في عهد جديد يحتاج إلى مفاهيم ونظريات جديدة تجب ما قبلها، ويرى ثانيها أن ليس هناك قطيعة مطلقة بين الحداثة وما بعد الحداثة، وإنما هناك تشابكات وتداخلات، ويرى ثالثها أن هناك اتصالا مهيمنا يتجلى في التكرار والترداد والرنين..(24).

2- الميثاق الجديد:

        لعل هذه النظرية الاتصالية بكل ما تعنيه كلمة الاتصال من معنى هي ما يجده المتتبع لدى بعض البيولوجيين والفيزيائيين المعاصرين؛ وقد اعتبر كثير منهم أن تيارات ما بعد الحداثة وتنظيراتها الثقافية والاجتماعية والسياسية انتهت لأنها لم تكن إلا تورمات تعبيرية من قبل مثقفين خابت آمالهم التي كانوا عقدوها على سنوات الستين؛ ولعل من أهم هؤلاء البيولوجيين والفيزيائيين "كريكوري باتسن"، و"إليا بريجوجين"؛ فهذان العالمان وأتباعهما ينظران إلى الكون باعتباره مترابط الأجزاء رغم التشتت الذي يظهر فيه، ولذلك يجب استخلاص نظامه من فوضاه باستخلاص بنية البنية أو البنية الرابطة مما يفتح حوارا جديدا مع الطبيعة.

III – الاتصال والانفصال في الثقافة العربية:

1- اختلاف الأشكال:

        تلك إشارات عابرة لإشكال القطيعة والاتصال والنقاش الذي دار حوله والبدائل المقترحة في الثقافة الغربية؛ ويمكن أن نستخلص من تلك الإشارات ما يلي:

        أ – أن مناقشة الإشكال جرى في عهد عرف تطورات علمية وسياسية واجتماعية هائلة، وخصوصا ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد دعى هذا العهد بما بعد الحداثة، ولذلك فإن أغلب المناقشات كانت حول المقابلة بين الحداثة وما بعد الحداثة.

        ب – أن كثيرا من أهل تيارات ما بعد الحداثة استمد مفاهيمه مما وصلت إليه الإنجازات العلمية الخالصة مثل الفيزياء والرياضيات والبيولوجيا وفلسفة العلم وتاريخه.

        ج – أن تلك المفاهيم المستمدة وظفت بكيفية استعارية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية عن تفهم أحيانا وبدون استيعاب لأبعادها وحدودها أحيانا أخرى.

2- الإشكال المركب:

        وإذا كان الأمر هكذا عند أهل الشأن فإن تلك المفاهيم عندما تنتقل إلى مجال التحليل الثقافي العربي القديم أو الحديث فإن الإشكال يتركب أو يعتقد، ذلك أن الثقافة العربية لم تمر بالتجارب التاريخية التي مرت بها الثقافة المغربية، فهناك مسافة تاريخية ووجدانية شاسعة فاصلة بين الثقافتين - كما أن تلك المفاهيم ليست متعالية عن المناخ الاجتماعي والثقافي الذي أنشئت فيه ووظفت فهي تعكس وتسند ما وصل إليه المجتمع من تطور في كل مجالات الحياة، ولذلك تتجول تلك المفاهيم في ذلك المناخ بسهولة ويسر، ولكنها تتأبى وتستعصي عند توظيفها لتوصيف الثقافة العربية الإسلامية، وجسم الثقافة العربية يدمجها أحيانا في بنيته ويرفضها أحيانا أخرى، ولذلك فإن نقل أي مفهوم يجب أن يخضع لتأمل عميق وتحليل لحيثيات انبثاقه وشروط إمكان وجوده وأبعاده وحدوده وتطوره حتى يتجنب تشويه المفهوم وتشويه المجال المحلل.

3- مقاييس النقل والتوظيف:

        استحضرنا كل هذه الصعوبات، ونحن نحاول أن ننقل بعض المفاهيم العلمية لتوظيفها في رصد معالم للثقافة المغربية التي لم تعان تحولات وتشعبات هائلة شأنها شأن الثقافات العربية الإسلامية. وتجنبا للمزالق التي وقع فيها من سبقنا استناداإلى بعض المقاييس؛ وأهمها:

        أ - الشمولية: ونعني بها أن بعض المفاهيم وظفت في مجالات علمية متعددة وأدت إلى نتائج متطابقة في الوصف وفي الاستكشاف وفي التأويل وفي التفسير؛ وبعض هذه المفاهيم هي النواة الصلبة والحالات الأولى ومركز الجذب وثبوت المقياس والمورث... وهي مهما اختلفت أسماؤها فإنها تتجمع في مبدأ "لا شيء يحصل من غير شيء"؛ وتعكس مبدأ "كل شيء ينسجم مع شيء آخر"، و"كل شيء يتصل بشيء آخر"(25).

        ب - الخصوصية: ونعني بها مراعاة طبيعة كل ظاهرة محللة وخصوصيتها، وعلى ذلك فإن مفهوم التوازي لا يمكن أن ينقل حرفيا بتحديداته وخصائصه كما هي في الرياضيات مثل التقايس وتساوي المسافة والتعدية، وإنما تتخذ منطلقا لإثباته في الشعر لأنها لا تكاد تتحقق فيه، بل كل ما يمكن أن يحصل هو تقايس وتساوي وتعدية متدرجة، وبهذا ينمح التوازي خاصة أخرى ليست في الرياضيات التراثية، تلك هي خاصية التدرج، وهذه الخاصة وسعت مجاله وإجراءاته فصار أكثر إنتاجية في المجال المنقول إليه، فلو اقتصرنا على خصائصه الأصلية لانتهينا إلى نتائج جزئية أو إلى تحليلات مشوهة، أو لرفضناه أصلا ولو سمنا الشعر بعدم التوازي، ولكن إضافة خاصة إليه حققت ضربا من التقايس وتساوي المسافة والتعدية، ولهذا التحقيق تضمن اتساق النص وانتظامه رغم ما يظهر فيه من تشتت وفوضى.

4- المفاهيم الموظفة:

        في ضوء هذين المقياسين: مقياس الشمولية الذي يعني أن "المفاهيم المختلفة تشتغل بكيفية متطابقة"، ومقياس الخصوصية مع المحافظة على النواة؛ وهو يعني أن الأنساق اللاخطية تحتوي على بنيات تبقى كما هي، وظفنا عدة مفاهيم مثل النسق والحالات الأولى:

        أ - النسق:

        النسق عبارة عن عناصر مترابطة متفاعلة متمايزة، وتبعا لهذا، فإن كل ظاهرة أو شيء ما يعتبر نسقا ديناميا، والنسق الدينامي له دينامية داخلية ودينامية خارجية تحصل بتفاعله مع محيطه؛ والدينامية إما خطية وإما غير خطية، وغير الخطية إما انعكاسية وإما غير انعكاسية؛ على أن نظرية التكرار تؤكد رجوع كل نسق إلى حالة أولية في نهاية أمد طويل إلى حد ما أو في نهاية أمد طويل، وهذا التكرار هو ما يدعى بالحقبة. والحقبة في بعض الآليات الذبيعية دورية رتيبة مثل دقات الساعة، أو دون ذلك رتابة في دقات القلب التي هي منقسمة متدرجة؛ على أن الأمر بهذه الشاكلة في الظواهر الاجتماعية والفيزيائية حيث يقع الانشطار والتشعب ولا تحصل الحقبة إلا في أمد بعيد نسبيا على شكل دائرة منتهية أو لعى شكل جاذب مركزي عمائي(26).

        يظهر مما تقدم أن النسق الدينامي المتضاعف النمو يكون عمائيا ثم يبدأ ينتظم ثم يشرع يتشعب فيفقد انتظامه وتتداخل خصائصه فينتقل من النظام إلى الاضطراب؛ ويعني هذا أن الأنساق الدينامية تنتقل من العماء الحقيقي إلى الانتظام فإلى عماء منظم ناتج عن تسارع التطورات.

        ب – الحالات الأولية:

        إن ما يضمن الانتظام والاستمرارية هو ما يدعى بالحالات الأولية، أو النواة الصلبة، أو ثبوت المقياس، أو المورثات؛ ومهما تنوعت الأسماء فهي مركز الجذب أو هي الصعب المركزي الذي يتحكم في لتحولات والصيرورات والحركات والسكنات، وهكذا، فإن "ما يدعى" كلما نما اتسم كل عنصر بخصائصه ومميزاته. ومهما كانت درجات نموه يكن في آخر جزء منه نصيب مـ"ما يدعى"؛ ف"ما يدعى" يمنع المسارات من الهروب بأسرها وإرجاعها إلى أصلها؛ وهذا قانون عام ينعكس في كل ظاهرة طبيعية، ذلك أن "الطبيعة تخضع لقيود، وكأن الانظام محصور في مترددات مشيدة على نموذج محايث واحد"(27)؛ وتأسيسا على هذا، فإذا ما برزت فوضى ولا نظام فإنه يتعين البحث عن النواة أو النموذج حتى يمكن التماس الاتصال والانتظام.

IV – الاتصال والانفصال في الثقافة المغربية:

1- حقبية الثقافة المغربية:

        مفهوما المسق الدينامي والحالات الأولية سنوظفهما لتوضيح دينامية الثقافة المغربية وانتظامها، إذ الثقافة المغربية ظاهرة اجتماعية، أو فلنقل إنها نسق فرعي مثل النسق السياسي والاقتصادي؛ وعليه، فهي نسق دينامي معقد وغير خطي؛ ومع ذلك فإن خطيته وتعقيده لم يجعلا منه نسقا متسارعا النمو متشعبه إلا في أوقات قصيرة؛ لذلك فإنه يمكن أن يقاس قياسات مختلفة بحسب منظورات الباحثين؛ ولهذا، فقد يعتقد بعض الباحثين أن "ما يدعى" بقي كما هو لن يتبدل ولم يتطور، وإنما بقي مستمرا في خط مستقيم من البداية إلى النهاية مما يجعل ما سيحدث في المستقبل متطابقا مع الحاضر كما أن الحاضر مشروط بالماضي، وقد يقترح آخرون أن هناك تحولات حدثت لا يمكن نكرانها وقد يزعم آخرون أن التاريخ المغربي ناله تطور متسارع حاد به عن مجراه مثلما حصل لعهد الموحدين الأوائل ولعهد الدولة السعدية وبعد حصول المغرب على استقلاله مما أدى إلى بعض العماء، ولكن ما لبث أن تحرك "ما يدعى" فأسر المسارات وأرجعها في آخر الدولة الموحدية وفي عهد محمد بن عبد الله العلوي وفي سنوات السبعين في الوقت الحاضر.

2- أوليات "ما يدعى":

        لكن ما هي أوليات ما يدعى في المجتمع المغربي التي حكمت الثقافة المغربية وجهتها؟ إن تحديد الأوليات وحصرها يختلف بحسب منظورات المحلل. وهكذا يعتقد كثير من الباحثين أنها هي المذهب المالكي وعقيدة الأشعري وطريقة الجنيد، وهذه الثوابت تبنتها النخبة المغربية وقبلها المجتمع المغربي منذ الدولة المرينية إلى لآن، وقد يقترح آخرون ثوابت تعود إلى ما قبل الإسلام مثلما اقترح الأستاذ عبد الله إبراهيم في كتابه: صمود وسط الإعصار، وأما محاولتنا نحن فهي لا تبعد هذه المقترحات ولكنها تستوعبها، وهي تبتغي إيضاح مسألة واحدة هي الاصطدام مع الأجنبي لذلك سيعار الاهتمام إلى تفاعل النسق مع محيطه الخارجي، ويشهد لهذه المحاولة الحاضر إذا ما قيس الغائب على الشاهد باعتبار محافظة النسق المغربي وحقبيته، فالحاضر متشبع بالماضي..

        هكذا افترضنا أن الحالات الأولية أو الثوابت في الثقافة المغربية كانت هي الاصطدام مع الأجنبي، وهذا الاصطدام اقتضى الدعوة إلى وحدة الأمة ووحدة الشرعية لمقاومته. وللمختص في تاريخ المغرب لما قبل الإسلام أن يمحص هذا المقترح فيقبل منه أو يرفضه. وأما نحن فنزع أن الإسلام أجج الصدام مع المخالف وعزز وحدة الأمة ووحدة الشرعية باعتبارها ثالوثا يكون جوهره؛ فقد حارب الإسلام الوثنية والكفر ومجدت آيات من القرآن وأحاديث من السنة الأمة ووحدتها، وذهبت كثير من الآراء الفقهية والمستندة إلى تأويلات معينة إلى الاقتصار على حاكم واحد ذي انتماء خاص؛ ومع أن المثل الإسلامية الأولى اصطدمت بالإكراهات التاريخية فتشردت الأمة وتعددت الشرعيات فإن جاذب الجهاد كان يشتغل لتحقيق وحدة الأمة ووحدة الشرعية.

        هكذا جاهد المسلمون الأجنبي في الأندلس ففتحوا أرضه ثم أخرجهم منها ثم انتصروا عليه في وقعة وادي المخازن ثم فرضت الحماية ثم وقع التخلص منها؛ هذه هي الدوائر الكبرى وما بينها دوائر صغرى تتجلى في مواجهات متعددة؛ أي أن دوائر تحتوي دوائر، وهذا يعني دورية التاريخ الثقافي المغربي وحقبيته تبعا لدورية الصراع وحقبيته.

        وعليه؛ فإن الثوابت الثلاثة التي هي بمثابة المورثات أو مراكز الجذب ضبطت مسار الثقافة المغربية ونظمت ما يظهر فيها من فوضى، فاستخلص نظام من اللانظام الظاهر.

خاتمة:

        قد ينظر مؤرخو الثقافة المغربية والمؤرخون المحترفون بصفة عامة إلى هذه المحاولة بعين السخط لأنها محاولة مختزلة للتأريخ الثقافي المغربي اختزالا مخلا جاعلة منه خطاطة بسيطة تحتوي على عناصر محدودة في حين أن الثقافة المغربية متعددة الرجال والأنواع والمسارات وممتدة في الزمان وفي المكان، إلا أننا ننبه إلى ابتغائنا تحقيق الأهداف التالية:

        * الانطلاق من شروط أولية يضمن ناظما بين مختلف الحقب التاريخية والأنواع الثقافية ويعصم الباحث عن التيه في تفاصيل الأحداث والوقائع والمجالات الثقافية مما يعوقه عن التعرف على الآليات التي تحكم الثقافة المغربية، وعلى وظائف الثقافة في المجتمع.

        * ضبط مقدار التحولات التي طرأت على الثقافة المغربية حتى يمكن التأمل لإيجاد آليات لتسريع الثقافة المغربية، أو لضبط سيرها.

        * توظيف مفاهيم شمولية أثبتت فعاليتها في مجالات علمية خالصة وفي مجالات اجتماعية وإنسانية، وبهذا التوظيف الشامل أمكن إيجاد صلة وصل بين مختلف المجالات المعرفية، والنظر إلى الإنسان وفعاليته في وحدة.

مراجع وهوامش

1 – انظر كتابنا "التشابه والاختلاف، نحو منهاجية شمولية"، فصل التحقيب. (تحت الطبع).

2 – بحث كتبللمائدة المستديرة الخاصة ب"إشكالية التحقيب"، وهي مائدة تنظمها مجموعة بحث في المناهج بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس / الرباط - المغرب. (تحت الطبع).

3 – انظر تحليلات مفصلة في كتابنا المذكور أعلاه.

4 – انظر تفاصيل في مقدمة كتابنا المذكور.

5 – انظر كتابنا المذكور.

6 – James Gleick, (1987), Chaos Theory, traduit de l’anglais par Christian Jean mougin, sous le titre : La theorie du Chaos, vers une nouvelle science, Albin Michel, Paris, pp.138-144.

7 – Gregory Beteson (1984), La Nature et la pensée, Seuil, Paris, pp.84, 187, 190.

8 – James Gleick, Op. cit., pp. 151-152.

9 – Cathy Grégorie Nicolis, « Temps complexité et Prévisibilité » in Redécouvrir le temps, Edition de l’université de Bruxelles, p.77.

10 – Voir James Gleick, pp. 157-159, p. 196, p. 310.

11 – Ibid., p. 177.

12 – Ibid., p. 157.

13 – Ibid., p. 298.

14 – اعتمدنا في المعلومات التالية على كتاب: Postmodern Theory-Critical Interrogation, Mac Millan, 1964.

15 – Ibid., p. 118.

16 – Ibid., p. 128.

17 – Ibid., p. 136.

18 – Ibid., p. 121.

19 – James Gleick, Op. cit., pp. 175-199, pp. 334-337
20 – Steven Bestnd, Op. cit., pp. 43-44.

21 – Ibid., p. 44.

22 – Ibid., p. 43.

23 – Ibid., p. 261.

24 – "مفهوم الأنين متداول لدى الفيزيائيين ولدى المؤرخين أيضا؛ فاستعماله الفيزيائي عند:

- Il y a Prigogine, « Redécouvrir du Temps » in Redécouvrir le temps, pp.26-27.

- Georg Simmed, « Le Problème du temps Historique » in Revue de Métaphisique et de Morale. Année/N 3. Juillet-Septembre 1995, pp.295-310. 100.

25 – انظر هذه المبادئ في كتابنا "التشابه والاختلاف، نحو منهاجية شمولية".

26 – هذه المعلومات مستقاة من مرجع "إعادة اكتشاف الزمان" ومن مرجع "نظرية العماء"؛ وهي معلومات متداولة لدى الباحثين في نظرية الأنساق الدينامية والمعقدة.

27 - James Gleick, Op. cit., pp. 232.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق