لوموند 19 نيسان 1981.
أجرى الحوار: فيليب فورجيه وجاك لوريدير
ترجمة:محمد ميلاد (تونس).
كتاب معاصر العدد 26 بيروت 1996·
انس جورج غادامير يحاوره كل من فيليب فورجيه وجاك لوريدير. يعتبر غادامير المولود عام 1900 في بريسلو من الشخصيات التي تسيطر على المشهد الفلسفي الألماني. قدم سنة 1929 أطروحته للتأهيل مع مارتن هايدغر، وبعد أن عمل كأستاذ في ليزيغ ثم في فرنكفورت خلف عام 1949 كارل جاسبر KARL JASPERS في منصب أستاذ كرسي لتدرسي الفلسفة في جامعة هايدلبرغ. لقد أثر هانس جورج غدامير بعمق في التطور المعاصر للعلوم الإنسانية في ألمانيا وتشهد على ذلك مجادلته الباهرة مع يورغن هابرماز(ويبدأ الحوار) :
-عنوان عملك الأساسي"حقيقة ومنهج"من شأنه أن يثير خلافات، خصوصا في فرنسا· ماذا يضم وما هي بصورة أعم هذه التأويلية التي تريد تأسيسها؟
غادامير: لا يؤدي العنوان دوره إذا ما كشف عن كل ما يريد أن يقوله الكتاب. بل عليه، عكس ذلك، أن يجند حقول التفكير التي تثير حس الجمهور. فعلا إن الصيغة التي وجدتها غامضة إلى حد أن النقاد اعتقدوا أن الكتاب يتعلق تارة بآخر منهج للوصول إلى الحقيقة، وطورا بإدانة جذرية للحقية! إن خلافات متطرفة إلى هذا الحد هي في الواقع مثمرة.. وأنطلق في تأويليتي من فكرة مفادها أنه يجب "نزع الصفة ا لمطلقة" Désabsolutiser عن المثل الأعلى للمنهج، هذا المثل المستخرج من العلوم الصحيحة. هدفي هو نظام ما discipline لا بمعنى الفرع الخاص بالمعرفة بل أقصد الموقف المتسم بالدقة والصرامة ـ يشمل السيطرة على المنهج عبر تجاوزه. بعد مرور عشرين عاما على ظهور الكتاب في ألمانيا، تبدو لي هذه الفكرة راهنة أكثر من سواها، لأنه لم يقع التعرف عليها حقا من قبل منظرينا الذي ظلوا يتصورون أن مسألة العلم وصحته حل للألغاز العالم. لكننا ننسى أن العلم لا يعرف العالم ولا يفتحه إلا في اتجاه خاص.
- وفيما يتعلق بالعلوم الإنسانية، أين تتمفصل تأويليتك ماديا؟
غادامير: ما يميز العلوم الانسانية هو إنها لا تستخدم مناهج معروفة فقط بل قدرة على الفهم كذلك تتطور لدى القارئ والباحث والمفكر تتجاوز القدرات التي نكتسبها عقليا. يجب أن نتساءل هنا: ماهو الفهم؟ أوسع في تأويليتي البعد الجديد الذي أعطاه هيدغر لهذا المفهوم: ليس الفهم شكلا خاصا للعلاقة بالعالم بل هو"أصل كينوني"un existential ، هو شكل الكينونة نفسها للوجود في العالم· خلافا لما يمكن أن تفكر فيه، يتعلق الأمر هنا بتصور عملي للغاية لايعبر عن محدودية ما للعلم بقدر ما يعبر عن كونه شرطا ضروريا لنشاطه· لا يتعلق بالنسبة لي بأن نقول كيف يجب الفهم، بل ماذا يحدث فعليا أثناء الفهم. إنه في الواقع تقليد الفلسفة العملية الذي يرجع إلى أرسطو والذي اختفى في النهاية تحت تأثير المثل الأعلى العلمي الحديث· إن تحول السياسة إلى "علوم سياسية" يبدو لي نموذجيا في هذا الصدد، وأعتقد أن دور الفيلسوف اليوم يجب أن يتمثل أولا في وضع أهمية الخبير المتنامية موضع الاتهام فهو الذي يقترف كل أنواع الأخطاء لأنه لا يريد أن يعي بوجهات النظر المعيارية التي توجهه· تهدف التأويلية بخلاف ذلك إلى جلب الخطط المكونة للفهم إلى حقل الوعي لجعلها مثمرة عبر القرار الذي تتطلبه الحالة المجسمة.
- تصر باستمرار على حضور التاريخ أو التقليد المتوارث· يرى يورغن هابرماز في ذلك، إجمالا، تعبيرا عن نزعة محافظة conservatisme· ماهي إجابتك؟
غادامير:عندما يقع الإصرار بذلك القدر على تاريخية الفهم وبالتالي على انغماره في تيارات ا لتقليد، أفهم أننا نعرض أنفسنا للتفسير المعكوس الذي يعتقد من خلال أنك تستسلم للطفو بدل السباحة! يتعلق الأمر بقضية خاطئة.يؤمن هابرماز مثلي بإمكانيات الحوار المثالية لكنه يعتقد كذلك أن هذا المثل الأعلى يمكن بلوغه عن طريق تطور علم الاجتماع وسياسة مبنية عليه. إنه يؤمن إذن بإمكانية التحقق السياسي لهذا المثل الأعلى. كما أني لفت نظر هابرماز إلى أن مثال الحوار التحليفنسي الذي يريد تطبيقه على علم الاجتماع غير مقبول في الوقائع، لأن هذا الحوار يفترض أن يضع المريض ثقته في الطبيب. لكن لا وجود لعالم اجتماع يسلم إليه مجتمع ضل وجهته أمره، وإذا ما وجد لن يكون هناك مجتمع يسلم أمره إليه، لكن يبدو أن هابرماز لم يشأ فهم هذا الفرق بين الاختصاصي والعقل السياسي.
يأسف هابرماز كذلك لغياب نية نقدية لدي وغياب الشغف بالتحرر الذي نجده في فكرة العقل مثلما تقدمها فلسفة الأنوار. سأقول هنا أمرين: أولا صحيح أن ثقافتنا تقوم على تصور أحادي الجانب للعقل الموروث من الأنوار لكن كذلك على ما يصحح هذه الأحادية. إنها نقطة بدأ التأكد منها في فرنسا كذلك، إذا ما حكمت على الأمر انطلاقا من اكتشاف الجمالية الرومانسية منذ موريس بلانشو. لكنني ذكرت أيضا في "حقيقة ومنهج" أن موروثنا الرومانسي يجب ألا يتعارض مع الفكر المستوحى من ا لتقليد المتوارث عن الأنوار. فهو يبرز تعرجاته حدوده، ويجب على لعبة ا لتفاعل هذه، في رأيي أن تفتح الطريق لفكر مثمر. أما فيما يخص المسألة المتعلقة بمعرفة ما إذا كان للتقليد المتوارث بعد نقدي، فإني أجيب بكل وضوح: النقد موجود في كل فكر حقيقي؛ لا وجود لفكر دون مسافة تتجلى في كل موقف للمساءلة. ولا وجود لسؤال دون وعي بأن لكل سؤال إجابات عديدة ممكنة.
- جدلية السؤال والجواب هذه، التي تتبين عبرها حركة الفهم الشاملة يمكن أن تفضي إلى خلاف آخر : إذا كان السؤال أهم من الجواب، ألا يقودك ذلك إلى رفض الالتزام السياسي؟
غادامير:أسلم بطيبة خاطر أن الفيلسوف كفيلسوف ليس من المهيئين لأخذ ا لقرارات السياسية: تذكر أفلاطون... من جهة أخرى لمحت منذ قليل إلى أن الالتزام يعمل في كل عملية فهم. إلا أن الأمر لا يتعلق بالتزام باسم قضية سياسية معينة. هذا الالتزام يعني ا لفيلسوف كشخص بينما ينبغي ألا تكون فلسفته ملتزمة بالمعنى نفسه: فهي لا نموذجية atopique أي غير مرتبطة بموقف مقرر سلفا وهي إذن تمتلك حرية الالتزام بما تريد. حتى أكمل ما قلته منذ لحظة، أذكر بأن الفهم يمثل مشروعا على الدوام وبأنه يرهن دائما في داخله البعد المتعلق بالمستقبل والآتي، بحيث إنك إذا ما سألتني الآن: "ما ضرورة الفلاسفة الآن ؟" أجيبك بأننا نعيش في حضارة تزعزع فيها التحديات التي نواجهها تراث الحقائق الذي يعتمد عليه فكرنا. من الواضح أكثر فأكثر أن الحضارة التكنولوجية دخلت في طريق مسدود.
لم يعد يعتقد اليوم أحد، ربما باستثناء بعض الخبراء، أن العقلية الصناعية تتيح حقا تفتح القدرات البشرية. إننا نعيش لأول مرة على مستوى الكوكب التقاء التقاليد المختلفة جدا. جهلنا للمستقبل يمنعنا من الاعتقاد بأن العقلية الصناعية في أوربا وأمريكا الشمالية يمكن أن تقدم لنا جوابا نهائيا عن أسئلتنا. بهذا المعنى تتمثل الحداثة Actualité الحقيقية للتأويلية في فرض ضرورة التسامح على ضمائرنا وفسح المجال لأجوبة جديدة. أرى أن عالم اليوم لم يحقق تقدما في سبيل الحوار، الحوار الحقيقي (الذي لا صلة له بصورة السياسي التي نطلق عليها هذا الاسم) هو الذي يتيح وحده التعرف على الآخر· كما أنه يعلمنا كذلك أنه لا يمكن لأحد الطرفين أن يكون وحده محقا في رأيه.
- لديك الثقة إذن في "سلطة" الفلسفة ؟
غادامير : إذا لم تُفهم السلطة بمعنى السيطرة، بلا شك· غير أنه يجب ألا نتخيل أن الفلسفة، في عالم تهيكله العلوم الصحيحة (بما في ذلك ما يتعلق بإسقاطها على العلوم الإنسانية)، يمكنها أن تدَّعي تتويج العالم الفكري مثلما تم ذلك سابقاً· كل ما في الأمر أن الفيلسوف يعي جهله أكثر من غيره، هذا مبدأ عام لكنه لا يكفي لتحميله مسؤولية العالم ! بل أعتقد أن ذكاءه ا لسياسي يتمثل في الوعي بالأوهام التي يخفيها الاعتقاد الأعمى في المعرفة المختصة وفكرة ا لتقدم التي تحكم حضارتنا، حضارة الخبراء العلميين والتقنيين. تتمثل وظيفة الفيلسوف في تقدير حد هذه الأوهام لدمج هذا الوعي في القرارات القادمة. هذا سبب خلافي مع يورغن هابرماز. أقول: "إنك تتصرف كما لو أن الفهم والحوار غير ممكننين البتة بسبب التفاوت بين الطبقات إلخ". لا أعتقد بأي شيء، أعتقد أن الأمر كان كذلك تماما في أثينا مع سقراط. يتعلق بالنسبة إلى ا لفيلسوف بإبراز الصراع الأبدي بين طموح الاختصاصي إلى الخبرة الشاملة من ناحية، والشعور بالمسؤوليات السياسية من ناحية أخرى، هذا الشعور الذي لا يمكن أن يبني مشروعيته على المعرفة المختصة.
- كنت تلميذا لهيدغر كما أنك عرفته معرفة شخصية· كيف تفسر ـ بعد تقديم هذه الاعتبارات الخاصة بالفلسفة والسياسة ـ "خطأه التاريخي" سنة 1933 الذي سماه بلانشو "جرح الفكر المفتوح" ؟
غادامير : يشق علينا اليوم أن نتصور إلى أي حد كانت الوضعية ملتبسة سنة 1933، كانت تلك "الثوررة" محافظة وفاشية في الوقت نفسه؛ في حين أن هيدغر في الحقيقة لم يوضح أبدا علاقته بهذين الجانبين من الوضعية السياسية. كانت الجامعات الألمانية بالنسبة إليه مؤسسات متحجرة تستولي عليها عبقريته كما يُستولى على القلاع. وقادته مسيرته المدهشة من عمق البلاد (ماذا كان يمثل معهد كونستانس وجامعة فريبورغ ـ إن ـ بريسغو (? Fribourg - en- Brisgauإلى الشهرة العالمية· وكان يرى في ذلك دليلا على حيوية لا تُقاوم لأصالة ursprünglichkeit تتغلب على المجتمع المهذب والمسيخ· وكان أيضا هذا الاندفاع الثوري الأصيل الذي يحمل فكره يحثه، قبل 1933 على التعاطف بوضوح مع الراديكالية النازية· بعد الحرب، عاشرتُ هيدغر كثيرا. لكننا لم نتحدث ثانية قط عن تلك الفترة· لقد فرقتنا الثلاثينات؛ مازلت أتذكر الصدمة التي أحسست بها عندما بعث إلي بكلمته الافتتاحية كرئيس جامعة ـ والتي تحمل كإهداء: "مع تحيتي الألمانية". كنت أنتظر إليه عادة بإجلال لكن ذلك كان مستحيلا في تلك اللحظة. كان ينتظر من الانقلاب النازي تجديدا في المناخ الفكري. لكنه سرعان ما قبر هذا الوهم.
بالمقابل، لم يُشْفَ تماما بلا شك من تحرزه من "تمدين الحياة" ولا من تعلقه ببساطة ريفية أصيلة. نعرف حديثه ا لشهير المذاع عبر الراديو: "لما نبقى في الريف"؛ كان صريحا عندما كان يقول إنه يفضل التحدث عن الطقس والماشية مع مزارعي القرية بدلاً من محادثة زملائه الفلاسفة محادثة علمية. لم يكن هيدغر بالتأكيد انتهازيا سنة 1933 لكنه استعمل، وقد ا نضم بقدر هام حقا إلى ما كان يتصور إدراكه في النازية. لا أنكر شيئا مع ذلك بخصوص تأثيره الفلسفي علي. كنت بدأت مُسْتَلْمِناً ومؤرخاً للفن. وقد خطوت في ماربورغ خطواتي الأولى في الفلسفة وشهدتُ هناك توقف الكانطية المحدثة· وعنذما لاقيت هيدغر أدركت أنه علي أن أتعلم كل شيء. قررت دراسة الفلسفة الكلاسيكية تحت تأثيره. كان بالنسبة إلي مثالا إلى حد ما... إلا كفقيه لغوي، ذلك ما دفعني إلى أن أكون فقيها لغويا!أعتقد أنه لم يكن لفكري التأويلي أن يتطور بشكل مثمر من غير هذه القاعدة المتعددة الاختصاصات·
هناك مع ذلك نقطة تبعدني عن هيدغر. يبدو لي تفسيره للموروث اليوناني أحادي الجانب بشكل مفرط ؛ من المتأكد ألا أحد بين مثله إلى أي حد ثقافتنا الغربية متجذرة في الفكر اليوناني.لكن تصوره لـ "نسيان الكينونة" Seinsvergessenheit، ابتداء من أفلاطون حتى الوصول إلى عهد التقنية يبدو لي محدودا جدا. في رأيي يُغْفِل هيدغر أمراً وهو أن نسيان الكينونة يوازيه جهد دائم يتعلق بـ "تذكر الكينونة" seinserinnerung يَعْبُر الأفلاطونية بكاملها؛ ويوضح الفككرُ الصوفي كلُّه هذا الأمر بما في ذلك ما يتعلق به في الفكر الحديث·
- هل ترى مناقص أخرى مماثلة في قراءته لينتشه ؟
غادامير: كلا، اطلاقا: إذا كان هناك عمل تفسيري لهيدغر يبدو لي غير قابل للطعن فهو هذا العمل بلا شك. فالطريقة التي بين بها وحدة الإرادة الفعالة والعود الأيدي تعد مكسبا محققا. بخصوص كتاب آخرين، كنت أعتقد دائما أن هيدغر يتعسف على النصوص بطريقة مثمرة جدا، ذلك صحيح. أما فيما يتعلق بنيتشه، كان علي أن ألقي السلاح. إن ذلك بلا شك أفضل ما قام به في هذا المجال، مع قراءته لأرسطو.أهمية هيدغر اليوم لا تدهشني، ما يدهشني كثيرا هو طريقة التعامل معه: يُعتقد أنه من الممكن فهم هيدغر من غير أرسطو؛ إنها مجرد مزحة في رأيي.
لقد كتبت عن هورلدرلين، فهل تعتقد أن التفسير الذي قدمه هيدغر في هذا الصدد ثانوي؟
غادامير:أن أهميته لا تتمثل في فهم هولدرلين بقدر ما تتمثل في فهم هيدغر. أعمالي حول هولدرلين سابقة لأعمال هيدغر، فأنا لم أتأثر به في هذ الصدد. يسائل هيدغر نصوصه بنوع من "الطزاجة" دون أي وساطة، مثلما يقرأ التقوي ثوراته، عاكسا نفسه داخله.
- إلى أي حد يمكن الحديث عن علاقة بين الشعر والفلسفة؟
غادامير: يوضح تأويل الشعر ما هي التأويلية بالنسبة إلي:محاولة صياغة الجواب الذي تثيره فينا ملاقاة النص بقدر ما أمكن من الدقة. يعني ذلك أن يجب ألا تبرز قدر المستطاع ما يفترضه الأمر من بحث تاريخي وجمالي ولغوي وأسلوبي... تتمثل مزية التأويلية الأساسية في إخضاع كل ذلك إلى غاية النص نفسه. وبالفعل لم تعد المهمتان بعيدتين عن بعضهما: يتعلق الأمر بالنسبة للفيلسوف كما هو الشأن بالنسبة إلى الشاعر بإيجاد صيغ تصورية قصد التعبير عما تبينه لنا تجربة العالم. تتمثل مهمة كل منهما في الإجابة عن اللغة عبر اللغة. في هذا السياق يشكل التأويل غير المُتقن dé-technicisé للشعر رهانا خاصا بالفلسفة. نقوم أمام عمل فني ما بتجربة الحقيقة التي لا يمكن بلوغها عبر أي طريق آخر؛ ذلك ما يعطي للفن معنى فلسفيا. مثلما هو الشأن بالنسبة للتجربة الفلسفية، تحث التجربة الفنية الوعي العلمي على التعرف على حدوده.
لقد عبرت سابقا عن أفكار مماثلة بخصوص الفيلسوف في المجتمع؛ ما هو السؤال الذي يبدو لك في المجتمع الحديث ملحا أكثر من غيره؟
غادامير: كيف يمكن الحفاظ ـ لا فقط في النظرية أو حسب المبدأ، بل عمليا في الواقع ـ على شجاعة كل واحد منا على صياغة حكم شخصي والدفاع عنه، رغم تأثير الخبراء والمتحكمين في الرأي العام.
لوموند 19 نيسان 1981.
أجرى الحوار: فيليب فورجيه وجاك لوريدير
ترجمة:محمد ميلاد (تونس).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق